خلدت كئيبا إلى نفسي أعزي في نفسي النفس
أحايلها أسايرها أدربها لكي تقسى
قالت تاريخنا عبس، فمن يزيل ذا العبس؟
و من يكفر آثامكم يا من بعتم القدس؟
أنتم خزي على وطني ، و نحن خزي على الأقصى
تاريخنا جنون فيا نفسي تجلدي كي تتحملي المس
خلدت كئيبا إلى نفسي أعزي في نفسي النفس
زارني في الحلم سمسار يريد أن يشتري القس
له خدم له حشم له أموال لا تحصى
فقلت له على عجل:
أنا يا سيدي خضار ابيع الموز و الخس
ميزاني لا يتحمل كاهله
ثقل البراق أو الأقصى
فإبحث أرجوك على غيري
و حاول أن تستوعب الدرس
فأنا و الله خضار من لعب الحبلين قد يئس
قدسنا يا هذا شمس فبكم تشتري الشمس؟
خلدت كئيبا إلى نفسي أعزي في نفسي النفس
زارتني في الحلم عروس قتلت في أعراسها العرس
و ماتت بحزن إلى جانبه تقبل رجليه و الرأس
قالت أنها ثكلى و بعلها ينزل الرمس
و أفراحها في المهد قد اغتصبت
فيا لها أفراحا تسكن الحبس
قالت: أنا كنت بالأمس فرحا فمن يعيد لي الأمس؟
و من ينير مئذنتي و من يعيد لها القبس؟
خلدت كئيبا إلى نفسي أعزي في نفسي النفس
قالت في يأس يا هذا: مابك حتى في الأحلام شرسا؟
إذا قتلت فرساني فلما تترك الفرس؟
و إذا الليث ربته بية فكيف يكون مفترسا؟
و ماذا تنتضر من قرد غير الأهازيج و الرقص؟
أقول يا نفسي انسي فتقول:و هل التاريخ ينسى أننا بعناك يا أقصى؟
في القدس أفراح على أحزان على أشجان على أوهام على أسقام تقتل النفس
في القدس زهرة عبقة تعطر جدران البيت و تطرد عن أدراجه النحس
في القدس معلمة تذكر الأطفال بالماضي تربي فيهم حب الأرض و تزيل عنهم اللبس
في القدس أحجار من نار أطلقتها عمامة فلاح على مدرعة العدو و لم تهب القنص
في القدس عجوز في السبعين تعيش في موتها الرحيم
تجلس على سجادة من الفرو حاملة المصحف بذراعها اليسرى
و سبابة يدها اليمنى تطلب الشهادة بعدما أهدت للحرية الحمراء
أبناءها الخمسة
في القدس رجل مقعد، مصاب بالشلل الجزئي
يدير من على كرسيه المتحرك مقاومة عظيمة
فاستوعبوا الدرس
في القدس أخوان يقتتلان تماما كقابيل و هابيل
تناجيهم حريات البحر الميت
تترجاهم أفاعي النقب
يا أنتم استفيقوا فلستم ذبيان أو عبسا
في القدس رغم النار و الدمار
و رغم السيول و الأنواء و الأمطار
لا بد أن تطلع الشمس على الأقصى.