المبدع والمجتمع
نعيش داخل مجتمع كبير، ويفرض علينا مجتمعنا كثيرًا من الأمور، والمجتمع الصغير " الأسرة " تؤسس لإبداع أفرادها، و تضع اللبنات الأساسية في صناعة المبدع و تفتح عقله وقلبه لحب العلم و العلماء، و تحفز الصغير ليسعى إلى العلم و يقرأ و يطور قدراته بنفسه، وبعدها يتضاءل دور الأسرة في هذا المجال ليحل محله دور المجتمع الكبير، ويصبح التوجيه والتحفيز ذاتيًا في الحياة كلها، و يحرك المجتمع بأوضاعه الراهنة المبدعين ليحققوا التميز في أعمالهم.
شاهدت صغارًا حفزهم الأهل على التميز، و رأيت من تم لهم ذلك من خارج الأسرة، فالمجتمع يؤثر بشكل كبير على أفراده، ولذلك نسمع كثيراً من النصائح التي تحث على اختيار الأصدقاء و من نتحدث معهم، حتى في مرحلة الطفولة المبكرة، فإن الصغار يؤثرون في بعضهم البعض من خلال ما يقولونه لبعضهم، يسمي علم النفس من لهم / له أثر على الصغير " بالآخر المؤثر " وهو غالباً من أفراد الأسرة الممتدة أو من أصدقاء أحد الوالدين، وهذا الإنسان يستطيع أن يحث الصغير على التميز ويساهم في بناء شخصيته بشكل كبير.
الحاجة أم الإختراع مثل نتداوله دائما في ما بيننا، وحاجة المجتمع للإنسان المبدع تصنعه، وإن اختلفت الطرق والأساليب، البيئة السلبية في العمل صنعت مبدعين مميزين، وهؤلاء استطاعوا أن يجتازوا سلبية العمل إلى الإيجابية في الإنجاز و تم لهم ما أرادوا من خلال استمرارية التعلم والمثابرة، و العمل الإبداعي حين يخرج من المبدع فإنه دائما يقدم حلاً لمشكلة قائمة في مجتمع يعيش فيه ذلك المبدع وإن كان ذلك الحل ينطبق على غير ذلك المجتمع، هذا يعني بوضوح أن المجتمع بما فيه من إيجابيات و سلبيات صاحب أثر واضح على المبدع و ما يقدمه من أعمال.
في مجتمع استمرارية التعلم وفي أحد مراكز التدريب الذي حصلت فيه على دورات متعددة في مجال الأعمال، كانت الفرصة الأولى لي لأتعرف على التفكير الإبداعي من خلال دورة عقدت لمدة أربعة أيام فيه و كان ذلك في عام 1999، وإن كنت قد بدأت البحث في الموضوعين حين علمت بالدورة ، والأثر المباشر علي كان أني صممت على أن لا أتحدث في موضوع الإبداع والتفكير حتى أنتج أعمالاً إبداعية وما يدل على القدرة على التفكير السليم، مهما بلغت درجة العلم والمعرفة في الموضوعين الإبداع والتفكير.
باسم سعيد خورما