خذ من وقتك لحظات وتامل في افكار اقربائك وزملائك واصدقائك ومن تعرفهم , ثم قسمهم الى قسمين, المتذمرون وغير المتذمرين, سوف تجد فيهم على الاقل اثنين او ثلاثة من صنف المتذمرين, ثم الق نظرة قريبة على هؤلاء لتعرف ما الامور التي يتذمرون منها ومدى تكرارهم لها، ثم اسال نفسك؛ هل هم مثل الاغلبية من الناس الذين قد يتذمرون عرضيا في مناسبة ما؟ ام انهم متذمرون على الدوام ؟ الان قم بابعاد الاشخاص الذين نادرا ما يتذمرون، لتحصل على شخص واحد على الاقل من صنف المتذمرين الثابتين على التذمر، ويكون على الاغلب الان جالسا يتذمر من شئ ما.
الان تعرفنا على الشخص المتذمر , الخطوة التالية تكون بالتساؤل عن سبب كون هذا الشخص متذمرا على الدوام .
اغلب المتذمرين يقومون بذلك لانهم يعتقدون ان اظهار مشاعرهم السلبية واستيائهم بشكل متكرر سيعطيهم ما يريدون وسيكسبهم تعاطف الاخرين, لنكن منصفين ولنقل ان هناك قول ماثور مفاده ( ان العجلة التي تصدر صريرا تكسب المزيد من التشحيم ) , على الاقل فاننا سنقوم ولو لمرة واحدة فقط بتشحيمها لايقاف صريرها, ولكن اذا ما عادت العجلة الى صريرها كل خمس دقائق فاننا بالتاكيد سنفقد صبرنا ونتضايق, ذلك ما يحدث مع المتذمرين الثابتين على تذمرهم والذين يعيشون بيننا .
القليل من الناس لديهم القدرة على تحمل هؤلاء المتذمرين الذين تتجاوز عاداتهم في التذمر الطبيعة البشرية. ولسوء الحظ فان النتائج التي يتوصل اليها هؤلاء المتذمرون هو نفور الاخرين منهم, مما يعطيهم سببا اخر للمزيد من التذمر, وهكذا نجد انهم يدورون في حلقة دائرية لا نهاية لها.
بشكل عام يمكن القول ان المتذمرين نوعان, الاول؛ الذي يتذمر لاجل التذمر, والثاني؛ الذي يتذمر، غير أنه يتخذ الخطوات الضرورية لتغيير الواقع الذي يعيشه. ان متذمري الصنف الاول يفعلون ذلك بسبب عدم اشباع حاجاتهم الضرورية، مما يسبب لهم درجة عالية من التعاسة، قد تؤدي بهم الى حالة التذمر من كل شيء. في حين نجد الصنف الثاني، والذين يتذمرون بين فترة واخرى، يتخذون الخطوات اللازمة في محاولة لتغيير كل ما يجدونه عائقا في طريق حياتهم وتطلعاتهم.
قالت مايا انجيلو؛ ( اذا لم تحب شيئا فغيره، واذا لم تتمكن من تغييره، فاعمل على تغيير سلوكك ومواقفك .. لكن لا تشتكي ) .
هناك امل لهؤلاء المتذمرين , فكل ما يحتاجونه، التغيير في سلوكهم، وتغيير أفكارهم المتمحورة حول انفسهم واعتقادهم ان العالم حولهم لا يتبدل. فعليهم أن يؤمنوا أن كل شيء قابل للتغيير إذا كانوا مستعدين له من داخل انفسهم ، وكل شيء سيكون اكثر اشراقا إذا اصبحت رؤيتهم للأمور من حولهم مشرقة.
في الواقع، من الافضل للشخصية المتذمرة ، أن تسعى لإحداث تغيير ايجابي في ذاتها او في الاخرين أو في موضوع التذمر. فالدوران في دائرة التذمر، يعد امرا خطيرا على الفرد وصحته، فضلا عن انه سيكون مصدرا لتذمر الاخرين، وقد يؤدي الى نفورهم.
للكاتبة M. A. Dalcero
ترجمة رسول عبدالله