|
أَنِينَ القَهرِ دُونَ الصَّبرِ وارَى |
وأَطفَأَ فِي مَتاهَتِهِ الأُوارا |
كَرِيمٌ بِيدَ جُودِ الصِيدِ رَوَّى |
فأرسَلَ دَمْعَةَ الأَمَلِ انْهِمَارَا |
أهلَّ غَدَاةَ هلَّ الحُزْنُ مُزْنًا |
وَأَنْهَلَ أَنْهُرًا وسَقَى بِحَارا |
تُقِلُّ سَفائِنَ الإِينَاسِ تَسْعَى |
لِرُوحٍ سَامَها الوَجَعُ انْعِفارا |
وَهَدْهَد فِي الضَّمِيرِ جِرَاحَ حُزْنٍ |
وَغَرَّدَ فِي جَنَائِنِهِ هَزَارا |
وَعَمَّدَ قَلْبِيَ المُضنَى بِنُورٍ |
يُشِعُّ بِه إِخاءً لا يُجَارَى |
تغمَّدَني بِمنقَبةٍ وأَحنَى |
غُصونَ الشعرِ تُهدِينِي اصْطِبارا |
بُعَيدَ نَشِيجِ رُوحِي وَاحتِراقِي |
لِإنسَانِيَّةٍ تَصْلَى سُعارا |
وَمَوْتِ البِرِّ مَحفُوفًا بِنَارٍ |
وَقَومٍ كَلَّلوا الإِجْرامَ غَارا |
غَداةَ أَطاحَ بِالشَّمسِ انْعِتَاقٌ |
لِغُولِ العَتمِ غَوَّرَهَا وَقَارا |
وَنَكَّلَ مُوجِعًا بِالقَوْمَ صِلٌّ |
وَوَحْشُ البَطْشِ فِي الأَرجَاءِ فَارا |
وَأَوسَعَ كَوْنَنا ذَبْحًا زَنِيمٌ |
وعُبَّادٌ لِشَيطَانٍ أَغَارا |
تَنَحَّى عَنْ صَرِيحِ الدِّينِ أَلحَى |
تَلَحَّى وَادَّعَى الإِسْلامَ جَارا |
وَصَالَ وَجَالَ خَتَّارًا وَأَدْمَى |
وَفَجَّعَ مَن أَلَمَّ بِهِمْ وَجَارا |
فَعَمَّ الضَيْمُ أَوْرِدَةَ الثَّكَالى |
بِحَشْرَجَةِ الوَدَاعِ بَدَتْ زُحَارا |
وَدَكَّ تَجَلُّدَ الأَهْلينَ يَأْسًا |
سِنَانُ الذُّعْرِ في الأَحْشَاءِ مَارا |
وَإِنِّي يَا أَخِي فِي الحَقِّ سَيْفٌ |
يَفِلُّ البَغْيَ مَا بالغَيِّ حارا |
وَعَصْفٌ لَا يُصَدُّ وَعَسْفُ ثأرٍ |
يَصُولُ بِحَوْمَةَ الحَيْفِ احتِفَارا |
وَيُوجِع فِي طِعَانِ الظُّلمِ رُمْحِي |
إِذَا طَالَ البِلادَ أسًى وَضَارا |
وَلكِنَّا عَسَفْنَا اليَومَ فِينَا |
وِبِتْنَا فِي يَدِ البَاغِي سِوَارا |
يُصَفِّدُنَا بِنَا فًنُسَاقُ هَوْنًا |
وَبرْكَانًا نَثُورُ مَتَى أَثَارا |
عَلَيْنا عَدْوُنا إمّا نُخِزْنا |
وَنُرْدِينا وَمَا نَلْقى فِرَارا |
فَيَا بَشَّارُ جُلْ بِيَبَابِ كَوْنٍ |
يَعِيثُ بِهِ المُرَاؤون انحِدَارا |
وَأَمْطِرهُمْ مَعَانيَ مِنْ نَقَاءٍ |
يُلَوِّنُ جَدْبَ دُنْيَانا اخْضِرارا |
رَعَاكَ اللهُ يَا وَجْهَ الثُّرَيَّا |
وَأَنْوارًا تُعِيدُ ضُحًى تَوارى |
أَزِحْ عَنْ صَفْحَةِ الصَّفْحِ اسْتِعَارا |
وَأَعْلِنْها مُصَافَاةً نَهَارا |