الدهشة والإبداع
يسعد المتذوقون بالأعمال الإبداعية، وكلما إزدات الأعمال الإبداعية قيمة، كلما إزدات سعادة المتذوقين بها، وقد تصل السعادة حد الدهشة من هذا العمل أو ذاك، والسبب في الدهشة لأن العمل جديد بالكامل ، وأنه غير متوقع في الوقت ذاته بالنسبة للمتلقي، أما السعادة بذلك العمل فإنها ستكون بالتأكيد كبيرة جداً عند باقي المتذوقين، الذين يتوقعون مثل ذلك العمل من الشخص المبدع، هناك الكثير من المبدعين الذين يصنعون الدهشة على وجوه القراء والمستمعين، و هناك من يتوقع منهم الكثير في هذا المجال في المستقبل القريب.
يحتفظ المتلقي بالعمل الإبداعي الذي يوصله إلى درجةٍ من الإنفعال تسمى " الدهشة "، لأن لمثل هذه الأعمال آثار كبيرة على المتلقين والمبدع في نفس الوقت إذا ما أعلم المبدع بحجم الإنفعال الناتج عن عمله، لأن المبدع سيقدم العمل ولن يعرف بآثاره على المتلقين إلا إذا تم إبلاغه بذلك، والسبب لأن المبدع أو العبقري يرى في جمهور الناس ككل قدرات تعادل القدرات التي يمتلكها هو " بحسب ما ورد في أبحاث علم النفس"، وتأتي الجمالية هنا من الأثر الإيجابي على الطرفين، كل بحسب ما يمتلك من قدرات و بمقدار التفاعل الناتج عن العمل الإبداعي.
تؤدي صناعة المعرفة إلى أنواع مختلفة من الإنفعالات التي يتبعها تفاعل من قبل المتلقين كأفراد، كلٌ بحسب درجة تفاعله ومدة ذلك التفاعل الإيجابي المميز بآثاره على المتلقي من حيث التطور الذي نتج عن المعرفة الجديدة، والحافز الذي نشأ عنده لزيادتها وتطويرها من خلال البحث والدراسة الشخصية ومتابعة أعمال المبدع، وقد يكون الأثر عميقاً بحيث يستمر التفاعل عند المتلقي مدى الحياة، مما يؤدي بالمتلقي لأن يسعى للمزيد من المعرفة، و قد يأتي يوم ليصبح ذلك المتلقي صانعاً مميزاً للمعرفة.
لكل إنسان إهتمامه " بحسب إنتباه ذلك الإنسان الإدراكي " ودرجة الوعي التي يمتلكها، وكلما ازداد الوعي عن الإنسان تزداد درجة الإلتزام عنده بالعمل والإنجاز وتحقيق التميز فيما هو ملتزم به، وبالتالي فإن السعي للمعرفة سيختلف بين مجموعة المبدعين أنفسهم، وليس من السهل على كثيرين أن يروا درجات التميز في الإبداع بين مجموعة المبدعين، أو أن يميزوا بين المبدع والعبقري والحكيم والصعوبة البالغة في تقدير درجة الحكمة التي قد نراها ولا نلاحظها، وعليه فإنه من الطبيعي أن يجتمع أصحاب القدرات المتشابهة و الساعين للوصول لتلك القدرات وفي مثل تلك اللقاءات تزداد الفرصة لصناعة المعرفة.
باسم سعيد خورما