هلم جرا
محمد إبراهيم محروس
لملم الأوراق المتناثرة أمامه فى شئ من اللامبالاة, ووضعها جانباً ,وهو يتمتم لنفسه :- فشل أقصى فشل.
لم يكن يتصور وهو يصحح أوراق الطلبة أنهم بهذه الدرجة من السوء , إنهم لايدركون مايكتبون , فقط يملؤون كراسة الإجابة بأى كلام , المهم أن تصبح الكراسة مزدحمة بالعبارات والجمل التى لامعنى لها.. تذكر أيام الدراسة , وكم كان يعشق الاجتهاد ,والمثابرة, والعرق, والكفاح للوصول للحلم , للتعليم .
ولكن الآن أمام كومة من أوراق الطلبة الفاشلين, ولت أيام الاجتهاد.. أنه الآن فى أيام الزخم , الزخم التعبيرى والنفسى والضعف, كل شئ, كل شئ أمامه لا يدعو للتفاؤل.
وجد نفسه يسحب كراسات الإجابة ويمسكها بين يديه ليضع الدرجات , سيضع لأول كراسة اجابة تقابله "ضعيف جداً " لن يلومه أحد كلهم يستحقون "ضعيف جداً " مع الرأفة , رفع الكراسة بين يديه وحدق فى الأجوبة التى لا ترتبط بأى صلة لمعنى الأسئلة, وأخرج القلم الأحمر ليضع الدرجة وبغتة انتبه لنفسه , كيف يفسر لعميد الكلية فشل معظم الطلبة فى مادته ؟!
كيف سيواجه لجنة التدريس , شرد لدقائق ثم وجد نفسه يستخدم القلم نفسه ليكتب على أول كراسة بين يديه درجة معينة وبلون أخر كتب "هلّـــــم جـــــرا".