أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 47

الموضوع: إلى يمامــــة

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
    المشاركات : 1,025
    المواضيع : 36
    الردود : 1025
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي إلى يمامــــة ...الأديبة: أسماء حرمة الله

    إلى يمامة


    أَيَّتُها المُحَلِّقَةُ عَبْرَ الحُجُبِ ، تَأْتينَنا وَقَدْ غَمَرَتْكِ الرِّحْلَةُ ، تَنْفضينَ عَنْ جَناحَيْكِ مِنَ المَنْثورِ مَنْثورًا . حينَ أسْتَمِعُ إِلَيْكِ يَأْتيني الصَّوْتُ مِنْ عُمْقِ الصَّمْتِ الَّذي تَدْخُلينَهُ كُلَّما أَرَدْتِ البًوْحَ ـ وعالَمُ الصَّمْتِ أًرْحَبُ الْعَوالِمِ ـ حينَ تَأْتينا الْكَائِناتُ فيما فَوْقَ قانونِ الْمَادِيَّةِ ، حينَ تَنْعَدِمُ جاذِبِيَّةُ الكَوْنِ لِتَكونَ جَاذِبِيَّةُ الأَرْواحِ هِيَ الْقانونُ اْلفاعِلُ ، ألا تَذْكُرينَ حينَ دَخَلْتِ عالَمَ الصمْتِ تُعانِقينَ أمًا عَنِ الْمَوُجودِ إِلى الْوُجودِ قد رَحَلَتْ ، تَأْتيكِ في مَساءاتِ الزَّيْزَفونِ ؟ وَما الزَّيْزَفونُ إِلا ظِلُّها ، حينَ أَوْرَقَ قُلوبًهُ الْخَضْراءَ يُوَشْوِشُ شَذاهُ الكَوْنَ مِنْ خَطِّكِ حينَ يَجْري بِالْمِدادِ المُسْتَمَدِّ مِنْ روحِكِ الشَّفيفَةِ الَّتي وَسِعَتْ الْكَوْنَ يَسْكُنُها ، لِتُعانِقَ الأَقْمارَ مُنْبِتَةً تَحْتَ كُلِّ قَمَرٍِ بَساتينَ الْفُلِّ والْياسَمينَ ، وَتَسْكُبينَ الْبَحْرَ في النِّسْيانِ لِتَعودَ مَوْجَاتُهُ وَقَدْ حَمَلَتْ إِلَيْكِ الذِّكْرَياتِ عَلى مَراكِبِ الشَّمْسِ وَقَدْ جابَتْ فَضاءاتِ روحِكِ المُحَلِّقَةِ في الْجَمالِ فَتَحْتَضِني أَغْصانَ أَرْواحِنا تَسْتَبْرِئينَ عَلَيْها مِنْ عَناءاتِ الرِّحْلَةِ ، وَهَلْ لِلأَرْواحِ مُسْتَراحٌ غَيْرَ أَرْواحٍ تُجانِسُها؟!

    قَرَأْتُكِ كِتابَ الْكَوْنِ ، حينَ تَتَأَمَّلينَ كائِناتِكِ البَيْضاءَ ، تُحَلِّقينَ وَتُحَلِّقينَ حينَ تَعْتَكِفينَ في مِحْرابِ الْجَمالِ تَتَعَمَّدينَ في يَنابيعِ النَّقاءِ حينَ تَسْتَجيرينَ بِهِ مِنْ لَهيبِ الْمادِيَّةِ ، وَأَنْتِ كَمْ مَقَتِّ كُلًّ ما يَصْرِفُ الإِنْسانَ عَنْ ذاتِهِ ، تِلْكَ الذَّاتُ الَّتي تُحَلِّقينَ فيها تَرَيْنَ مِنْ حِضْنِِ السَّماءِ عَناءاتِ الأَرْضِ وقَدْ زُلْزِلَتْ بِها فابْتَلَعَتْ مِنَ الْجَمالِ جَمالَهُ ، تَأْتينَ باعِثَةً الْجَمالَ كُلَّما حَوَّمْتِ في فَضاءاتِ ذَواتِنا تَبُثينَ تَرانيمَكِ عازِفَةً عَلى النَّايِ تَشْدينَ مَوّالَ الصَّبْرِ لِمَنْ لَيْسَ مِنْ طَبْعِهِ الصَّبْرُ ؛ فَيَحِنُّ مِنْهُ الْقَلْبُ وَيَجْري السِّحْرُ في الشُّرْيانِ يُهَدْهِدُ الزَُّهَيْراتِ تَنْظُرُمِنْ خِلالِكِ إِلى الأُفُقِ وَقَدْ تَبَسَّمَتْ شِفاهُ الشَّمْسِ مُنْبَعِثَةً مِنْ بَعْدِ الرَّحيلِ ، تَنْفِضُ عَنْها آثارَ نَوْمِها لِيَسْريَ الدِّفْءُ في أَوْصالِ الْحَياةِ فَتَهْرَعَ إِلى مَحْبوبِكِ الإِنْسانِ ، أَنْ يا إِنْسانُ سَبِّحْ اللهَ في الْجَمالِ .

    أَتُراكِ اسْتَعْذَبْتِ تَشْويقَنا إِلَيْكِ ، أَمْ راقَ َلكِ الاحْتِجابُ ، تَبُثِّينَ إِلَيْنا رَسائِلَ وُدِّكِ عَبْرَ حُدودِ الصَّمْتِ الْعازِفِ فينا أَلْحانَكِ الآتِيَةَ مِنْ كَوْنِكِ الَّذي لا نُدْرِكُ مِنْهُ إِلا هالاتِهِ الطّاهِرةَ بِطُهْرِكِ ، َنَتَرَقْرَقُ كَحصَيَّاتٍ اسْتَعْذَبَتْ حُنُوَّ خَريرِكِ حينَ تَنْسابُ صَفَحاتُكِ في وجْدانِنا كُلَّما تَدارَسْنا السِّحْرَ المُنْسابَ مِنْ يَراعٍ احْتَضَنَتْهُ أًنامِلٌ طَهَّرَها بَذْلُ الْحَرْفِ النّابِضِ مَخْلوقًا مِنْ تَحَرُّرِهِ .

    رَأَيْتُكِ عَروسَ النَّثْرِ... في تَرْحالِ الرّافِعِيَّ في عَوالِمِ الْحُبِّ وَالْجَمالِ ، وَفي كُلِّياتِ جُبْرانَ وَأوْجاعِ آهاتِهِ حينَ رَكَبَ مَرْكَبَهْ باحِثًًا عَنِ الإِنْسانِ ، إلاّ أَنَّ الْمُقامَ لَمْ يَرُقْ لَكِ فَآثَرْتِ تَأْسيسَ مَمْلَكَةِ الْبَوْحِ بَيْنَ مَمْلَكَتَيْهِما عَروسًا زُفَّتْ إِلى الْبَيانِ فَأْمْهَرَها قَلائِدَ الْقَوْلِ مَسْبوكَةً بِالأَلَقِ تَأْسِرُ أَلْبابَنا مُكَبَّلَةً الْقُلوبَ بِخُيوطِها الْمَغْزولَةِ مِنْ ضَوْءِ الْقَمَرِ فَلا تَرْجو الْقُلوبُ انْعِتاقًا مِنْ أَسْرِها الَّذي يُحَرَّرُها مِنْ ضيقِ عالَمِها إِلى رَحابَةِ عالَمِ الْحِقيقَةِ ، وَقَدْ زَعَموا أَنَّهُ عالَمُ الْخَيالِ وَالتَّخْييلِ ، هَذا الْعالَمُ الَّذي تَعْرِفينَ كَيْفَ تَدْخُلين إِلَيْهِ ، مُمَهِّدَةً دُروبَهُ وَمَسالِكَهُ ، فاتِحَةً أَمامَنا بَوّاباتِ الْوُجودِ الرَّحْبِ الَّذي تُؤَسِّسينَهُ كُلَّ يَوْمٍ في مِنْطَقَةٍ بَيْنَ السَّمْعِ وَالرُّؤْيَةِ حَيْثُ يُعانِقُ الْقَلْبُ عَقْلاً فَيُمْسِكا بِالْمِجْدافِ إِلى قارِبٍ يَحْمِلُهُما عَلى صَفَحاتِ الصُّبْحِ ، وَقَدْ وَدَّعَ اللَّيْلُ عَتْمَتَهُ ، وَتَنَفَّسَ الإصْباحُ عَنْ أَمَلٍ بِنَقاءِ روحِكِ .

    أَيا أَسْماءُ ، يا سَيِّدَةَ الْحُزْنِ ، وَالْحُزْنُ أَصْدَقُ ما في الإنْسانِ مِنْ شِيَمٍ ، أَيَّتُها الرّوحُ الَّتي حَلَّقَتْ حَوْلَنا، الآتِيةُ مِنْ مِنْطَقَةِ النّورِ ، والنَّوْرِ في قُلوبِ مَنْ أَحَبّوكِ ، كُلُّنا شَوْقٌ .

    مأمون المغازي
    11 / 3 / 2007

  2. #2
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    قيثارة الركن الأدبى .. (( مأمون المغازى ))
    حين رأيت قصيدتك أقصد أميرتك الجديدة أصابتني الدهشة
    وأنا أراها فوق شواطىء دفترك تلهو فوق الرمال
    وتكتب بكل مداد المحال حروف الجمال ونبض الجمال ....
    فنأتى جميعا عند المساء ونرجوها ونطلب منها الوصال !!
    فسر الحياه هى .... هى التى حين نراها ترقص فوق اناملك تزدهر الحقول
    ويسقط ألف قتيلا ويحيا ألف مقتول !!!
    ونحن في كل مرة لا نملك الا ان نقول (احساسك لا معقول) (وعشقك لا معقول)
    فتقبل سيدي كل احترامي وتقديري لحرفك
    ومشاعرك ونبضاتك التى نحيا بها وبهذا العبير الطالع وهذا النزف الساطع ......
    في انتظار أميراتك الجدد ان شاء الله ......
    دمت بكل خير الدنيا
    مرمر

  3. #3
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    سفيرة الرقة في مدائن الحروف ....
    الرقيقة صاحبة الأحاسيس العميقة ...... ( أسماء )
    أشكرك كثيرا على هذه الوردة أقصد القصيدة الذهبية الجديدة .....
    التى توجنا بها أستاذى
    والتى جائت تحمل وكالعادة تحمل طابع التميز ....
    وفي الأسفل على اليمين عند أغصان الياسمين
    سنجد الصفحة مختومة بخاتم الرقة !!
    وكيف لا وانتى القادرة على اشعال الحروف بمنتهى الدقة ......
    كلمات وكلمات تخجل من حلاوتها الصفحات ....
    احساس مستحيل ينقل الحرف من خانة التقوقع
    والسكات الى خانة التوهج المستحيل .......
    الرقيقة .... أسماء ....
    قصيدة سيدى ((مأمون)) جائت لتثبت أنك بالفعل موهوبة الى حد الرقي
    فما أروع كلماته وما أجمل نزفه وما أرقى ابداعاتك
    التي في كل مرة ننتظرها بين النهار وبين النهار
    لنركض فوق رمال الأنوثة ونسقط عند خليج المحار !!!
    تقبلي خالص تقديري لحرفك وابداعك
    لم أستطع أن أخرج من هذا المتصفح
    الذى يمدح سفيرة الرقة "أسماء"
    إلا وأن أعلق على روعتها وادبها وكلماتها
    فلكى منى كل إحترام وتقدير لشخصك الرقيق
    ودمتى لنا ودام لنا ابداعاتك وإبداع سيدى مأمون
    تقديرى وحبى لكما
    مرمر

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    المغازي..
    هناك من تقرأ له لاتفرغ منه،ولاتريد ان تنتهي،ليس اعجابا فقط، انما لانك تدرك ان وراء الحرف هذا نفسا خلقت كما ارادت هي، ومادة خلقها على غير ماارادت،فكأنما جعلت بذلك زمنا يمتد في زمن.

    هذه بضع كلمات الرافعي اوردها هنا ..

    لانك بالفعل سطرت ما لايفرغ منه ابدا...

    تحية الى التي منحتك هذا المد الفياض..

    مما لاشك فيه انها تفيض وجودك حبا...

    وانت اهل لهذا الحب...


    مزجت بين عشق الرافعي وحزن جبران...
    فسطرت رائعة هنا...

    والروعة دائما هي نتاج رائع مثلك

    محبتي لك
    جوتيار

  5. #5
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي


    كلما صنّعت مشاعر الصدق والكلمات الأصيلة والهادفة الموجهة نحو روح الإنسان منا.. كلما قلت أهميتها بالنسبة لنا..
    وكلما كانت نابعة من صميم الروح.. كلما أنتجت مشاعر صادقة تبقي المحبة في الله والأخوة الصادقة على ديمومتها لتزيدها بهاء وجمالية..

    أيتها اليمامة ذات القلب الأبيض والروح الجميلة "أسماء حرمة الله".. ما أسعد القلوب المحبة لك في الله..

    أيها الأديب الراقي مأمون المغازي.. ليسعدك المولى على الروح القيمة والقلم الطيب في دنياك وآخرتك..
    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  6. #6
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أستاذي العزيز "مأمون المغازي":

    قيل :" ثمة نصوصٍ تشعرنا أن كلماتها حمائمٌ بيضاء تهبط على أرواحنا بسكينة و سلام .. "

    وهنا نصك كان كذلك ...وأكثر..!

    ففي ظلال حروفك نتفيأ سحر اللغة ..ونتنفس الجمال...!

    ونعم طال غيابها بحجم اشتياقنا لها تلك اليمامة النقية..

    بحق لا أجد ما يفيك ...

    تقبل خالص إحترامي وتقديري وألف باقةرود وفل

  7. #7
    الصورة الرمزية حسنية تدركيت أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : طانطان
    المشاركات : 3,596
    المواضيع : 313
    الردود : 3596
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    أخي الفاضل مأمون المغازي رايت هنا الجمال في كل حرف ينطق
    نص رائع جدا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttps://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM

  8. #8
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأديب الأستاذ مأمون ، بعد السلام عليك ، تحية طيبة من نقاء البنفسج ألوانها ، ومن أجنحة الفل أهدابها تأتيك طيعة العطر على دوائر اليقين حبا بك .
    تحلت مشاق الرحلة حيث قصر الجمال ، وتجشمت وعورة المسالك حتى وصلت المبتغى فإذا هو كما رسمته في خيال تصوري بلقيس جمال ، وطواويس زباء ، وحدائق بابل ، ونمير فرات الصدق ، ومن الزيزفون وشاح لخصر الأدب ، مجتمعة في مملكة صدقك ، أفلا تستحق كلا الشكر ؟
    بلى وربك ، لا أخاتل بحرف ، وما كنت إلا منصتا بفؤاد ، عندما ترنمت أنامل الحقيقة على قيثارة النقاء ليكون اللحن الصامت موال سماء ، يهل على ثرى الفطرة نغم مزن نسجتها أيادي الحق ، لتجود بزلال طهر على آذان الشجر ، وتسكب رحيق الربيع قطرات وجد ، تنبت عوسج بيان ، وفل بلاغة .
    وما أنت إلا بين بساتين الشمس تزرع الضوء تحت أجحة الإشراق رسالة حرف ، تنطلق حيث الأصيل العائد من رحلة الشمس إلى مهجع السريرة .
    رسالة نور تحملها نوارس الرجاء ، لقلب تندى بحب عذري ، فكان للأدب قدوة معنى .
    وما سطورك للأخا أسماء إلا فصيح أفئدة دفقت شوقا لرؤيتها ، وها أنت تعبر حدود القصد ببراق نثر إلى مملكة أشرقت علينا من مغرب الحنين .
    تقبلا تحية مستمع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي مشاهدة المشاركة
    إلى يمامة


    أَيَّتُها المُحَلِّقَةُ عَبْرَ الحُجُبِ ، تَأْتينَنا وَقَدْ غَمَرَتْكِ الرِّحْلَةُ ، تَنْفضينَ عَنْ جَناحَيْكِ مِنَ المَنْثورِ مَنْثورًا . حينَ أسْتَمِعُ إِلَيْكِ يَأْتيني الصَّوْتُ مِنْ عُمْقِ الصَّمْتِ الَّذي تَدْخُلينَهُ كُلَّما أَرَدْتِ البًوْحَ ـ وعالَمُ الصَّمْتِ أًرْحَبُ الْعَوالِمِ ـ حينَ تَأْتينا الْكَائِناتُ فيما فَوْقَ قانونِ الْمَادِيَّةِ ، حينَ تَنْعَدِمُ جاذِبِيَّةُ الكَوْنِ لِتَكونَ جَاذِبِيَّةُ الأَرْواحِ هِيَ الْقانونُ اْلفاعِلُ ، ألا تَذْكُرينَ حينَ دَخَلْتِ عالَمَ الصمْتِ تُعانِقينَ أمًا عَنِ الْمَوُجودِ إِلى الْوُجودِ قد رَحَلَتْ ، تَأْتيكِ في مَساءاتِ الزَّيْزَفونِ ؟ وَما الزَّيْزَفونُ إِلا ظِلُّها ، حينَ أَوْرَقَ قُلوبًهُ الْخَضْراءَ يُوَشْوِشُ شَذاهُ الكَوْنَ مِنْ خَطِّكِ حينَ يَجْري بِالْمِدادِ المُسْتَمَدِّ مِنْ روحِكِ الشَّفيفَةِ الَّتي وَسِعَتْ الْكَوْنَ يَسْكُنُها ، لِتُعانِقَ الأَقْمارَ مُنْبِتَةً تَحْتَ كُلِّ قَمَرٍِ بَساتينَ الْفُلِّ والْياسَمينَ ، وَتَسْكُبينَ الْبَحْرَ في النِّسْيانِ لِتَعودَ مَوْجَاتُهُ وَقَدْ حَمَلَتْ إِلَيْكِ الذِّكْرَياتِ عَلى مَراكِبِ الشَّمْسِ وَقَدْ جابَتْ فَضاءاتِ روحِكِ المُحَلِّقَةِ في الْجَمالِ فَتَحْتَضِني أَغْصانَ أَرْواحِنا تَسْتَبْرِئينَ عَلَيْها مِنْ عَناءاتِ الرِّحْلَةِ ، وَهَلْ لِلأَرْواحِ مُسْتَراحٌ غَيْرَ أَرْواحٍ تُجانِسُها؟!
    قَرَأْتُكِ كِتابَ الْكَوْنِ ، حينَ تَتَأَمَّلينَ كائِناتِكِ البَيْضاءَ ، تُحَلِّقينَ وَتُحَلِّقينَ حينَ تَعْتَكِفينَ في مِحْرابِ الْجَمالِ تَتَعَمَّدينَ في يَنابيعِ النَّقاءِ حينَ تَسْتَجيرينَ بِهِ مِنْ لَهيبِ الْمادِيَّةِ ، وَأَنْتِ كَمْ مَقَتِّ كُلًّ ما يَصْرِفُ الإِنْسانَ عَنْ ذاتِهِ ، تِلْكَ الذَّاتُ الَّتي تُحَلِّقينَ فيها تَرَيْنَ مِنْ حِضْنِِ السَّماءِ عَناءاتِ الأَرْضِ وقَدْ زُلْزِلَتْ بِها فابْتَلَعَتْ مِنَ الْجَمالِ جَمالَهُ ، تَأْتينَ باعِثَةً الْجَمالَ كُلَّما حَوَّمْتِ في فَضاءاتِ ذَواتِنا تَبُثينَ تَرانيمَكِ عازِفَةً عَلى النَّايِ تَشْدينَ مَوّالَ الصَّبْرِ لِمَنْ لَيْسَ مِنْ طَبْعِهِ الصَّبْرُ ؛ فَيَحِنُّ مِنْهُ الْقَلْبُ وَيَجْري السِّحْرُ في الشُّرْيانِ يُهَدْهِدُ الزَُّهَيْراتِ تَنْظُرُمِنْ خِلالِكِ إِلى الأُفُقِ وَقَدْ تَبَسَّمَتْ شِفاهُ الشَّمْسِ مُنْبَعِثَةً مِنْ بَعْدِ الرَّحيلِ ، تَنْفِضُ عَنْها آثارَ نَوْمِها لِيَسْريَ الدِّفْءُ في أَوْصالِ الْحَياةِ فَتَهْرَعَ إِلى مَحْبوبِكِ الإِنْسانِ ، أَنْ يا إِنْسانُ سَبِّحْ اللهَ في الْجَمالِ .
    أَتُراكِ اسْتَعْذَبْتِ تَشْويقَنا إِلَيْكِ ، أَمْ راقَ َلكِ الاحْتِجابُ ، تَبُثِّينَ إِلَيْنا رَسائِلَ وُدِّكِ عَبْرَ حُدودِ الصَّمْتِ الْعازِفِ فينا أَلْحانَكِ الآتِيَةَ مِنْ كَوْنِكِ الَّذي لا نُدْرِكُ مِنْهُ إِلا هالاتِهِ الطّاهِرةَ بِطُهْرِكِ ، َنَتَرَقْرَقُ كَحصَيَّاتٍ اسْتَعْذَبَتْ حُنُوَّ خَريرِكِ حينَ تَنْسابُ صَفَحاتُكِ في وجْدانِنا كُلَّما تَدارَسْنا السِّحْرَ المُنْسابَ مِنْ يَراعٍ احْتَضَنَتْهُ أًنامِلٌ طَهَّرَها بَذْلُ الْحَرْفِ النّابِضِ مَخْلوقًا مِنْ تَحَرُّرِهِ .
    رَأَيْتُكِ عَروسَ النَّثْرِ... في تَرْحالِ الرّافِعِيَّ في عَوالِمِ الْحُبِّ وَالْجَمالِ ، وَفي كُلِّياتِ جُبْرانَ وَأوْجاعِ آهاتِهِ حينَ رَكَبَ مَرْكَبَهْ باحِثًًا عَنِ الإِنْسانِ ، إلاّ أَنَّ الْمُقامَ لَمْ يَرُقْ لَكِ فَآثَرْتِ تَأْسيسَ مَمْلَكَةِ الْبَوْحِ بَيْنَ مَمْلَكَتَيْهِما عَروسًا زُفَّتْ إِلى الْبَيانِ فَأْمْهَرَها قَلائِدَ الْقَوْلِ مَسْبوكَةً بِالأَلَقِ تَأْسِرُ أَلْبابَنا مُكَبَّلَةً الْقُلوبَ بِخُيوطِها الْمَغْزولَةِ مِنْ ضَوْءِ الْقَمَرِ فَلا تَرْجو الْقُلوبُ انْعِتاقًا مِنْ أَسْرِها الَّذي يُحَرَّرُها مِنْ ضيقِ عالَمِها إِلى رَحابَةِ عالَمِ الْحِقيقَةِ ، وَقَدْ زَعَموا أَنَّهُ عالَمُ الْخَيالِ وَالتَّخْييلِ ، هَذا الْعالَمُ الَّذي تَعْرِفينَ كَيْفَ تَدْخُلين إِلَيْهِ ، مُمَهِّدَةً دُروبَهُ وَمَسالِكَهُ ، فاتِحَةً أَمامَنا بَوّاباتِ الْوُجودِ الرَّحْبِ الَّذي تُؤَسِّسينَهُ كُلَّ يَوْمٍ في مِنْطَقَةٍ بَيْنَ السَّمْعِ وَالرُّؤْيَةِ حَيْثُ يُعانِقُ الْقَلْبُ عَقْلاً فَيُمْسِكا بِالْمِجْدافِ إِلى قارِبٍ يَحْمِلُهُما عَلى صَفَحاتِ الصُّبْحِ ، وَقَدْ وَدَّعَ اللَّيْلُ عَتْمَتَهُ ، وَتَنَفَّسَ الإصْباحُ عَنْ أَمَلٍ بِنَقاءِ روحِكِ .
    أَيا أَسْماءُ ، يا سَيِّدَةَ الْحُزْنِ ، وَالْحُزْنُ أَصْدَقُ ما في الإنْسانِ مِنْ شِيَمٍ ، أَيَّتُها الرّوحُ الَّتي حَلَّقَتْ حَوْلَنا، الآتِيةُ مِنْ مِنْطَقَةِ النّورِ ، والنَّوْرِ في قُلوبِ مَنْ أَحَبّوكِ ، كُلُّنا شَوْقٌ .

    مأمون المغازي
    11 / 3 / 2007



    أخي الحبيب وأديبنا السامق: مأمون المغازي


    وما أسمى التحليق حين يكون على أجنحة الصدق والحب والجمال في رحلة معراجٍ إلى سماء الشوق، والنقاء في فضاء شفيف من أدب الأديبة السامية أسماء.


    وما أجمل اختراق حجب الكلمات إلى أفئدة المعاني البكر حيث انبعاث النور وسريان الدفء بأشرعة الصفاء في قلب أدب الأميرة الحالمة أسماء.


    وما أطيب المناجاة مناجاة روحٍ بارعة لروحٍ رائعة حيث التقاء سحب الصدق وسحب الشوق في حضرة النور على نسمات الوفاء لأدب الساحرة الباهرة أسماء.



    دام أيها الحبيبُ القريبُ بهاء حرفك النضير السابح في قلوبنا
    ودام لنا أدب أسماء
    معينا صافيا
    نستقي منه الطهْر والندى والسناء




    مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  10. #10
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    حلم من فوقه حلم ، نستقي منه الخيال بكهف كتب علينا فيه النوم إلى أمد أبعد من أزماننا ، كي نلتقي معاً بعوالم مضيئة بروائح الأقمار ن والنجوم ، والبحر ، تحلق فوقنا يمامات بيضاء تنفذ من أجنحتها هالات من الطهر المشع ، تلقى على رؤوسنا أحرف من نغم فياض ، ينبض بقلوبنا المتصافحة على الحب ، والخير ، والوفاء ، سمان عراقي ، سلطان بشلال حريري ، قاض مأمون يحكم بيننا بقانون روح تحلق فوق أسماءنا ، حوراء تطوف بيننا بشربة ماء لا تعرف معن للظمأ ، عدل عمري نتوقف أمامه بأسمى أيات الإبداع .
    الأستاذ / مامون
    لا فض قلمك

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هل الدعوة إلى إقامة الخلافة دعوة إلى ممكن أم مستحيل ؟
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-10-2005, 02:42 AM
  2. إلى متى يا عرفات؟إلى متى يا محمود عباس؟
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-02-2005, 03:44 PM
  3. من غروزني إلى قندهار إلى الفلوجة:
    بواسطة عبدالله في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-11-2004, 09:58 PM
  4. الإحسان إلى غير المسلمين وأثره في الدعوة إلى الله ....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-08-2003, 05:04 AM
  5. قرصة حشرة حولت يد هذا الرجل إلى( أنظر إلى خلق الله)
    بواسطة نهى فريد في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-07-2003, 12:22 AM