بسم الله الرحمن الرحيم الشهيد جاوزَ النجمَ في السماءِ نجادُه وطوى صفحةَ الخنوعِ جلادُه مشرفٌ، طاولَ الجبالَ شموخاً وعلت سفحَها العظيمَ جيادُه ماردٌ، يقذفُ العدوَّ رجوماً ولإخوانهِ الهداةِ قيادُه إن تغنَّى الأنامُ بالعيشِ حباً كان للموتِ حبُّهُ وودادُه يركبُ الصعبَ لا يبالي أينجو من سهامِ الحمامِ أمْ تصطادُه كلماكان هيعةٌ طارَ كالنسـر (م) وفي ساحةِ العدوِّ طرادُه أثخنتهُ الجراح فادَّرعَ الصبـر (م) وأزرى بالمعضلاتِ عنادُه كل شبرٍ من جسمهِ يعشقُ الطعـنَ (م) وفي رعشةِ الجراحِ تلادُه هفهفاتُ النسيمِ تزدادُ ريَّا ً وكذا الروضُ تحتفي أورادُه والجبالُ الجبالُ تختالُ فخراُ وكذا الكونُ سهلُهُ ووهادُه عندما عطَّر الشهيد رباها وسقاها من الدماء فؤادُه يرقص الموت فوق أهدابه الغبــر (م) وقد أرهبَ العدوَّ زنادُه صهوة العزِّ ودَّعتها ربانا عندما طابَ للشهيدِ رقادُه أي قبرٍ وأي أرضٍ ستخفي سيداً سطَّر الشموخَ مدادُه لم يمت ذكرُهُ فمازالَ حياً طوَّف الأرضَ ذكرُه ونجادُه والفضاءُ المديدُ، لا ،ليس يدري أين آفاقُ ذكرِه؟ ما امتدادُه؟ شأنُهُ كالضياءِيسري بعيداً كل شأوٍ مغَرِّبٍ يرتادُه روحُهُ في الجنانِ تعلو فأضحى بعدها يومُ موتهِ ميلادُه فلنعزِّ الحياةَ والأفقِ الأسـمى (م) إذا غابَ في الترابِ جهادُه أبوالعبادلة 21/7/1424