هناك كنت ..
منذ أكثر من ألف عام ..
أنثر نفسي على عتبات المضيق ..
حيث تنحت الريح عظمي ..
ويحاول الرمل تشكيلي من جديد ..
على طريقة الإغريق ..
في جغرافيا اللامكان...
يتعامد التاريخ فوق رأسي كالشمس ..
يحرق كل مراحلي ..
ويحيلني الى صنم ..
وينصبني ..
في رحلة كبرى ..
بين نيسان ... والنسيان ..
من على ضفاف جزائري ..
أحاول رسمي من جديد ..
ويحاول المد سحبي من حدود الذاكره ..
إلى حدود الذاكره ..
تغريني فلسفة الرحيل ..
صوب العتمة في ليل المحيط ..
لكنه الصمت يمحوني في كل مره ..
ويعيدني ..
ويجعلني هيكلاً هشاً ..
يكاد يسقط من بعض غيث ..
نيسان ... والنسيان ..
ولكن مازال لي بعد الألف عام ..
ألف عام أُخرى ..
أحاصر فيها عصوري الوسطى ..
أستبيحها ... وأسبيها ..
وأصلبها عند كل صباح ..
سيبقى لي متسع أَخر ..
لاصنع فيه أُعجوبة ثامنه ..
تحفر القوافي على جدرانها ..
هنا ضريح .. ماكان يسمى ..
بنيسان ... و النسيان..