جَاءَت ، و أَخضرُ الزَّهرِ وشاحُ
تَمدّدَت على الأَرِيكةِ ترتاحُ
حَسناءُُ، و طِيبُ عِطرها نفَّاحُ
سَوادُ العيونِ سِحرُُ ، الوَجهُ وضّاحُ
قدُُّ أخّادُُ ، و جِسمها قَراحُ
جئتٌ بأبيض الثّلجِ رداءُ
شعر أسود بخصلاتٍ شيباءُ
عيون بنية هدباءُ
خدودٌٌ زهرية كلها خجل و حياءُ
تقدمت نحوها برشاقة
لأقدم التحية بلباقة
وكانت هي السّباقة
و قالت :
سأكون لك مضيفة
إنتهيت من أكل وجبة خفيفة
و قرأت جل ما بالصحيفة
انتظر قدوم الخليفة ؟
أين كنت ؟
أهكذا تكون الدعوة و الاستضافة ؟
أجبت:
عذرا مولاتي الأميرة
كونك بهيرة و مهيرة
كنت أغوص بحور الجزيرة
لأجد لؤلؤة بعنقك منيرة
كضوء ليلة قمراء
لجيدك صفاءا و بهاء
ضحكت بسخرية و قالت :
كفاك ذكاءا و دهاء
أتحسبني بلهاء
اين لؤلؤتي ؟ يا ذا السخاء ؟؟
جلست أمامها ، و سرحت
لم أنبس ببنت شفة ، فقط تأملت
كانت تبتسم في غاية الإنشراح
بشفاه وردية تفّاح
غَمّازاتُ خَدٍّ لِلنَّفسِ تجتِاح
نُهودُُ مُمتَلئةُُ نِطاح
خَصرُُ نَحِيفُُ ، من العُيوبِ صُراح
تساءل العقل و كله إنسراح
أتقبيلها مباح.......
أعناقها متاح.......
أين لؤلؤتي . تكلم ؟؟
على وقع كلماتها انتهى الحلم
إستفاق ذهني يتألم
و أفكاري جلها تصطدم
فقلت:
اللؤلؤ و إن ندر
لجمالك و لزينة عنقك يبقى إضافة
سحر ضياءه بحضورك إندثر
فبايع اللؤلؤ لك بالخلافة
أَمْتطِي بِساطَ عِشقِي
و أجوبُ ارضًا بَراحُ
فَهيَّا لتَسقِي رَمقِي
الشَّوقُ أَضْنانِي ، و دَربُكِ مَطاحُ
تَذوَّقِي طَعمَ شدقِي
و أغدَقِي ، فالفمُ لقُبَلكِ طَمّاحُ
كإِعْصارِ البَحرِ المَائجِ
كثَورَانِ البُركَانِ الهَائجِ
أَشْعَلتِ لَهيبَ جَسدِي
أَنتِ الحُبُّ اللاَّعجُ
و أَنا للِحَبِيبةِ لَاهجُ
أنتِ يا قنديلُ
أنا لك الفتيلُ
أضيئي ظلام ليليَ
وأنيري قلبيَ
و إن غدوتُ بضياءكِ قتيلُ
أحبك و أنت ناريِ
تشتعلين و أنت دماريِ
توهّجي بنار خافتة
ولا تكوني بنارك عابثة
أطيلي مدة حياتيِ
نارك نار ولو صامتة
ضوء للحب و مماتيِ
ابتسمت وكلها خجل و قالت:
و الله أنت السيد اللؤلؤ.