|
أنا |
والحقــــــــــــــــــــــيقة |
مُتأجّجٌ شوقي وصَبِّـي بالجـوى |
والوجْدُ أضنـى مقْلتـي ومقالـي |
كمْ عانقتْ روحي طُيوفَ جمالِهـا |
ورأت عُيوني ما يفـوقُ خيالـي |
فـإذا الحَقيقَـةُ والخيـالُ تَوحَّـدا |
في بوْتَقِ الذكْرى فهُـمْ أسْمالـي |
الحُبُّ والشَجَـنُ المُـؤَرِّقُ بينَنَـا |
والذكْريـاتُ و سكْـرَةُ الإقْـبـالِ |
تَسْقي عِيوني بلآحِظٍ منهـا روى |
أرضَ الهوى و النَفْـسَ بالآجـالِ |
لمَّا تّدانـتْ قد جُنِنْتُ بقُرْبهـا |
وغَدا الوجُـودُ مُوَحَّـدَ الأوْصـالِ |
فإذا أفَقْتُ إلـي وجُـودي مَسَّنـي |
منهـا الحَنيـنُ بلوْعَـةٍ لــدَلالِِ |
وإذا سَمَوْتُ إلى سَمائـي سامهـا |
منِّـي البَهـا بالنـورِ والإجْـلالِ |
بين الحَقيقَةِ والخَيـالِ تَواجُـدي |
بيـن الأَنـا ومَراتِـبِِ الأحْـوالِ |
في لُجِّ بَحْرِ العِشْقِ ذَابَ وجودُنـا |
في سِدْرةِ الْلُقْيَـا رأيْـتُ كَمالـي |
فـي قُبْلَـةٍ الدَهْـرُ فيهـا لَمْحَـةٌ |
والكَوْنُ صِفْرٌ والوجُـودُ ظِلالـي |
ما مِـنْ زَمـانٍ أوْ مكـانٍ حدَّنـا |
والروحُ ذابتْ في بهاءِ جلالِ |
منْها نَهِلْـتُ فمـا لشوقي آخِـرٌ |
حتَّـى سكِـرْتُ بكَوْثَـرٍ وزُلالِ |
كَشَفتْ عَنِ السِرِّ المَصونِ فَضَمَّها |
قَلْبـي إلَـيَّ برَجْفَـةٍ وسُـؤالِ |
هلْ ذَاقَ غَيْري سرُّ ذاتِكِ يا تُـرى |
هل ذاق غيري ذُرْوَةَ الأحوال |
قالت هُمُوا كُثْرٌ ولكِـن صَبْوَتـي |
تَرْنـو إلَيْـكَ بسَرْمَـدِ الأجيـالِ |
أنا ما عَشِقْتُ سِواكَ في أزَلي وهَلْ |
ذَاقُوا الهَوى صفْواً بكأس جلالي |
مِنْ قَبْلِ قبل القَبْلِ كُنْـتُ عَشِقْتُـكَ |
فَكَنَزْتَ دُرًّ من نفيسِ الغالي |
وحَجِبْتُها فلِغيْرِ ذَاتِـكَ لـمْ أبُـحْ |
أبَداً بحبِّي واشْْتِياقِ الحالـي |
وظَلَلْتُ فيْ الْتسْهِيدِ أرْقُبُ وصْلَنـا |
والدَهْرُ يمْضـي مُثْقَـلُ الأثْقـالِ |
أَوَ بَعْدَ عِشْقِ الْعِشْقِ يسْألُ يا تُرى |
أمْ أنْتَ تهْذِي من جَميلِ وِصالـي |
فَضَمَمْتُها بالحُبِّ أرْتَشِـفُ المُنـى |
أنْتِ الوجودُ وَمَنْبَتـي ومَآلـي |
أنت الْشُموسُ وما حَوتْ أفْلاكُهـا |
أنـت الخَلِيقـةُ بحْرُهـا وجِبالـي |
أنت الحَياةُ برَوْضِهـا وجَحِيمهـا |
أنت الحَقيقَةُ أنـت كُلُّ أمالـي |
محمد البهـــــــــــــــلوان |
|