أعزائي ،،، هذه قصة للأولاد (وللكبار أيضاً) ... وهي قصة لطيفة على ثلاثة فصول .. أرجو أن تتابعوها ... وأنا متأكد أنكم ستحبونها ...
* الأمير وفتاة الأحلام *
*الفصل الأول*
مملكة عظيمة . . تسودها السعادة والرضى . .أخلاق مليكها تنعكس على كل شيء فيها . . وعلى كل ركن . . وكل إنسان . . رزق الملك المحبوب بطفل وحيد . . كان مدللاً عند والديه، وعند كل أفراد الشعب . .
كبر الأمير الصغير . . وأصبح شاباً يافعاً . . اشتهر في المملكة بالخير والصلاح . . فكان مهوى الأفئدة لصغير المملكة وكبيرها . . كما كان هدفاً لكل العائلات الغنية أن يزوجوه إحدى بناتهن . . كي يصاهروا ملكهم المحبوب.
وما أن شب الأمير ووصل إلى سن الزواج . . حتى فاتحته والدته الملكة بضرورة أن يتزوج . . وذلك بالطبع من ضرورات الحياة الملكية . . واختارت له من عائلات الأشراف والأمراء أجمل الفتيات . . كي يختار من بينهن شريكة لحياته وقرة لعينه . . ولكن الأمير الذكي كان يفكر بطريقة أخرى . .
إنني ابن الملك . . وكل فتاة تتمنى أن تقترن بي . . ولكن أنا ماذا أريد . . ومن أحب . . وكيف أختار شريكة لحياتي . . تستحق أن تكون ملكة في يوم ما . . ويمكنها تحمل الأعباء والمسؤولية . . وتهتم بشكل صحيح بشؤون المملكة. وعكف الأمير على التفكير بالموضوع ليل نهار . . حتى خطرت بباله فكرة وجدها سديدة . . يختار بموجبها عروس المستقبل . . أسر الأمير لوالديه بما جال في خاطره . . فوافقوه . . وأثنوا عليه . . وشدوا إزره . .
في اليوم التالي . . بدأ الأمير بترتيبات غريبة . . فأرخى لحيته . . وغير ثيابه . . وأخفى كل علامات الإمارة عن نفسه وملابسه . . ثم بدأ يتجول في أسواق المملكة وفي حاراتها . . على أنه تاجر غريب أتى من بلاد بعيدة . . وهو ينوي الإقامة في هذه المملكة والعمل بالتجارة . . وبذلك صار بإمكانه أن يتجول ويستكشف ما يحيط بالقصر من عائلات وبيوتات . . وأشخاص وتجار . . وفي نفس الوقت بدأ بالتعرف على عائلات الفتيات اللاتي اختارتهن والدته له في وقت سابق . . بدأ بالأولى . . ابنة عائلة غنية عريقة مشهورة . . جاءها بصفة تاجر عادي بدأ لتوه حياته العملية المستقلة عن والده . . وهو يطمع أن يتزوج ويستقر في هذه البلاد . . كان الرفض حاسماً . . فالفتاة والأهل يريدون أكثر من ذلك . . وهم لا يحبون الفقر ولا يحبون انتظار الفرج . .
ثم ذهب إلى الفتاة الثانية . . كانت في البداية لامانع لديها . . ولكن ماذا ستقدم لي مهراً ! ! إني أريد كذا وكذا وكذا . . ! ! طلباتها كانت تشكل ثروة كبيرة يعجز عنها أغنى الأغنياء . .
وهكذا فعلت كل فتاة من تلك العائلات . . لكل منهن سبب وجيه للرفض . . وكل واحدة تحلم بزوج يتم تفصيله على مقاسها . . يتميز بكل شيء يمكن أن تحققه الأحلام . . كما أنهن لا يرغبن بأي انتظار أو وعود للمستقبل . . بل يريدون كل شيء يحلمن به أن يكون جاهزاً . . وكذلك فالبساطة لا تعرف طريقها إليهن .
احتار الأمير في أمره . . وأيقن أن الأمر أصعب مما تخيله من قبل . . وتسرب من قلبه كل أمل في أن يلقى فتاة تحبه لنفسه . . لا لمكانته وغناه . . ولم يدر ماذا يفعل . . ولكنه واصل البحث متوكلاً على الله. .
------------------------------------
+ الفصل الثاني +
في يوم مشمس . . جميل صباحه . . يتجه الأمير متخفياً لبعض شأنه . . فتصادفه عينان . . اختفتا خلف نقاب حريري أزرق . . وبرقت هنالك نظرة واحدة . . التقت فيها أعين الأمير والفتاة . . وقف الأمير في مكانه عاجزاً . . فالعينان أسرتاه من لحظته . . لم يدر ماذا يفعل . . أو كيف يتصرف . . وكان عليه أن يعمل بسرعة . . وإلا فقد يفقد أثر العينين الجميلتين . . ويتوه بعدهما لبقية حياته . .
الحمد لله . . الحمد لله . . فقد أسرعت الفتاة ودخلت منزلاً فخماً قريباً . . إذن فقد عرف مسكنها . . وعليه الآن أن يعمل ويجاهد لمعرفة صاحب المنزل والتعرف عليه . .
وتمر الأيام التالية برتابة مضنية . . وقد أعطى الأمير لنفسه مهمة واحدة . . وعمل بجد وتركيز . . وبفضل معارفه ودماثة خلقه . . فقد تعرف على صاحب البيت . . وعقد معه صفقة تجارية كبيرة . . وصارا من الأصحاب . . مما حدا بالتاجر أن يدعوه إلى منزله على العشاء . .
كان الأمير سعيداً . . وقد سارت خطته حتى الآن بنجاح . . وقرر أن الوقت صار مناسباً لبدء المرحلة الثانية . .
* إني مازلت أعزب ياعماه . . وأنا أبحث عن شريكة لحياتي . . فهلا تساعدني في ذلك . . ! !
* أنت شاب لطيف عالي الأخلاق . . وبالطبع سـوف أساعدك وأجد لك الفتاة المناسبة من بين بنات أصدقائي التجار . . هل لديك شـــروط محددة !
* كلا ياعماه . . ولكن هل ابنتك مخطوبة . . ! ! * كلا يابني . . هي ابنتي الوحيدة . . ترفض كل زوج يتقدم لها . . وتضع لنفسها شروطاً يعجز عنها أكمل البشر . . * عماه . . هل تعطيني فرصة لأجرب حظي . . ! ! * بالطبع ياولدي . . ولا مانع عندي . . وأنا أتمنى لابنتي أن تتزوج . . ولكنني أحذرك . . فقبلك لم ينجح أحد . . ! !
استدعى التاجر ابنته الوحيدة . . جاءت العينان يغطي رأسها خمار حريري ناعم . . عينان أخذتا لب الأمير . . وأوقعتاه في الحب الذي يبحث عنه . . فيهما غموض وثقة . . فيهما قوة وبهجة . . فيهما سحر قاتل . .
ولكن ماهي الشروط التي لم ينجح في تحقيقها أحد حتى الآن . . ؟؟ تساءل الأمير ودعا ربه أن يلهمه سبل النجاح في مهمته المصيرية . .
* السلام عليكم . .
* وعليكم السلام . .
وانبرى الوالد متدخلاً . .
* يا ابنتي . . هذا شاب تربطني به مصالح تجارية . . وهو يطلب يدك للزواج . . أرجو أن تنظري في ذلك . . وقد أخبرته عن طلباتك وشروطك ويمكنك سؤاله عما بدا لك . .
--------------------------------
+ الفصل الثالث + والأخير
مكث الأمير العاشق مع جميلة العينين ذات الغموض . . في باحة المنزل . . وانسحب الوالد ليترك لهما حرية التباحث حول مسألة الخطوبة والزواج . .
* ألن أراك . . ! ! هل ستبقين مغطاة الرأس . . ! ! * ماهو برأيك خير الدنيا . . ! ! تعجب الأمير . . فهي قد ردت على سؤاله بسؤال ولم تعطه جواباً . .
ولكنه تمالك أعصابه وتمسك بالهدوء . .
* خير الدنيا زوجة صالحة . .
* لو لم أنجب لك ذرية . . ماذا تفعل . . ! !
* تكون هي قسمتي . . قسمها الله لي . . نحمده ونشكره . . يهب ما يشاء لمن يشاء . . لا اعتراض على حكمه . .
* هل تضمن لي ألا تدخل بيتي إلا حلالاً . . ! !
* أضمن لك ذلك بعون الله . .
* وعودك هذه هي مهري . . ووكيلي هو الله . . وقد قبلت بك زوجاً . . أسقط في يد الأمير . . لم يدرِ ما يفعل . .
فهو لم يقابل في حياته مثل تلك الفتاة . . ! ! لم تطلب لنفسها مهراً . . ولا ثياباً . . لم تطلب جواهر ولا أموالاً. . فهذا شيء ليس له أهمية عندها . . لم تسأل عن ماضي الشاب أو عن عائلته . . ولا سألت عن ثروته . . سألت فقط عن أخلاقه . . وتوكلت على الله . . وفي ذلك كفايتها . .
دعت الفتاة أباها . . فجاء على عجل . .
* والدي الحبيب . . إني أوافق على هذا الشاب أن يكون زوجاً لي . . وأية تفاصيل أخرى . . فيمكنك أن تتصرف فيها كيفما تشاء . .
وجد الأمير نفسه في موقف لا يحسد عليه . . ووقع في حرج شديد . . فالفتاة لم تكذب عليه أبداً . . كل شيء عندها كان واضحاً . . نقياً صافياً . . لكنه في المقابل كذب عليهم . . لم يخبرهم أنه ابن الملك . .
ومثل هذه الفتاة النقية . . قد لا تقبل بمسامحته أبداً . . ماذا لو رفضته بعد هذا العناء . . ماذا لو رفضته لأنه ابن الملك . .
* كيف أتصرف . . وماذا أفعل . . ! ! لقد آن الأوان لكشف الحقيقة . . لا بد من ذلك . .
قامت الفتاة لتغادر المجلس إلى مخدعها . . وأسرع الأمير وراءها . .
* أرجوكِ . . أرجوكِ . . لا تذهبي الآن . .
* --------
* عزيزتي . . أنت لم تسألينني عن حالي أبداً . . ! !
* أنت رجل خير . . وذلك يكفيني . . والباقي أتركه لله . .
* حسناً . . لا أرغب بأي شكل أن أغشك في شيء . .
* --------
* لقد دخلت منزلكم متخفياً . . وواجب علي أن أبين لكم من أكون . .
* --------
* اسمي ليس حسن . .
وجمت الفتاة وركبها الهم وحاوطها الفضول . . وتطلعت صوب الأمير بتعجب . .
* إنني الأمير إبن الملك . .
* --------
* نعم أنا الأمير ابن الملك . . وأرجو ألا يكون ذلك سبباً في رفضي . .
أرجوك . . ساعدني يا عماه . . سأحكي لكم كل الحكاية . .
حكى الأمير العاشق حكايته كلها . . وبكل تفاصيلها . . لم يخفِ منها شيئاً . . حكى بحماسة كبيرة . . أظهرت مقدار حبه للفتاة الجميلة . . كان خوفه أن يفقدها طاغياً . . وأنهى حديثه برجاء حار للفتاة ألا ترفضه . .
* لن تكون حياتي بدونك ذات معنى . . أحتاجك قربي . .
ونظر لمحبوبته فإذا عيناها تذرفان دموع المحبة والإكبار . .
أكدت الفتاة موافقتها برغبة وسرور . . وأسرع الأمير العاشق يزف لوالديه الخبر السعيد . . الذي انتظراه سنين طويلة . . نصبت الزينة . . وبدأت الأفراح . . التي غطت المملكة من أدناها إلى أقصاها .
أنت تريد . . والله يريد . . ثم يوفقك الله بنيتك وإخلاصك إلى ما يريد . .
--------------------------------------------------------------------------
انتهت ،،،