هذه الليلة لن تكون كالمعتاد.
سأسند ظهري إلى الباب الخشبي وأراقب
الغيم بعين واحدة، وهو يفاوض الريح
حول الهطول وبداية حملة النظافة.
سأدعو فنّي الكهرباء لإصلاح
كل المصابيح المعطلة في بيتي،
لتفتح عينيها جاحظةً عند قدوم بابا نويل،
من بعيد، ترافقه على
عربته سنة جديدة كملكة جمال العالم.
فهذه الليلة تحتاج إلى صمت،
إلى سكينة المطر المتأخر،
وإلى ترتيب خاص.
سأرتب طاولتي القديمة في الزاوية،
حيث تركت أمي ذات يوم
طبق الخبز الساخن،
وسأضع كوب شاي كبير
كذكرى وحيدة لهذا المساء.
لن أطلب شيئًا آخر.
سأكتفي بمراقبة عتمة السنة الماضية
وهي تغادر حاملةً كل حقائب الحروب،
تتهادى بين حطام المدن المدمرة.
سأبحث عن أغنية
كثوب على مقاس العام الجديد.
سأعيد ترتيب صوتي،
وأرسله مع أول قطرة مطر
إلى البعيد.
ربما سيصل إلى صديق قديم
فاقد العنوان، نسي عنواني،
أو إلى طائر غريب
لم يجد عشًا يأويه هذا الشتاء.
لن أخفي انكساراتي أمام ما بعد منتصف الليلة.
سأسمح للذاكرة بأن تعود
لتحمل معي خيبات صغيرة
علقتها على جدران أعوام مضت.
سأدع الحزن يخرج عاريًا
تحت السماء بلا خجل
حتى يفسح المجال للمطر
بغسل كل أدران ما قبل
منتصف الليلة.
كل عام و انتم بخير