صراخ الفراخ
نَــادَيْــتُ مَــامَــا وَالــنّــدَاءُ عَــــذَابُ
نَــادَيْــتُ بَــابَــا وَالــجَــوَابُ كِـــلَابُ !
طِــفْـلٌ أنَـــا رَقَـــصَ الـدَّمَـارُ بِـحَـالِهِ
وَتَــبَـخَّـرَتْ مِـــنْ حَــوْلِـهِ الأَلْــعَـابُ !
وَالـجُـوعُ يَـنْـهَشُ قِـصَّـتِي وَقَـصِيدَتِي
هَــلْ خَـانَـنِي الـشُّـعَرَاءُ وَالـكُـتَّابُ؟ !
فَدَمِي حَلِيبِي هَلْ وَعَيْتَ مُصِيبَتِي؟
وَالــمَــاءُ بَــوْلِــي لَــيْـتَـهُ سَــكَّـابُ !
وَبَــرَاءَتِـي سُـلِـبَتْ بِـصَـوْتِ شَـظِـيَّةٍ
بَــــلْ بِــالــرَّدَى إِنَّ الــــوَرَى كَـــذَّابُ
وَالـمَـوْتُ يَـلْـهَثُ فِــي جُـنُونٍ صَـارِخٍ
وَالـرَّأْيُ صَـمْـتٌ وَالـصَّـوَابُ ضَـبَـابُ !
تَـحْـتَ الـرُّكَـامِ أَبِــي تَـمَزَّقَ جِـسْمُهُ
وَالـمِـسْكُ فَــاحَ دَمُ الـشَّهِيد رُضَـابُ
أَمَّـا أَخِـي فِـي حِـضْنِ أُمِّـيَ لَـمْ يَزَلْ
يَــمْـتَـصُّ ثَــدْيًــا جَـــزَّهُ الإِرْهَـــابُ !
هَــذِي يَــدِي مَـقْـطُوعَةٌ لَا دُمْـيَـتِي
وَالــــرَّأْسُ رَأْسُ أُخَيَّــتِي أَهْـــدَابُ
أَمَّــا بَـقَـايَا الـلَّـحْمِ لَـيْـسَ لِـكَـبْشِنَا
بَـــلْ هُـــمْ كِـبَـار الـسِّـنِّ وَالـعُـزَّابُ !
وَتَـفَـحَّمَتْ جُـثَـثُ الـصِّـغَارِ بِـصَمْتِكُمْ
يَــــا وَيْــحَـكُـمْ يَــــا أَيُّــهَـا الأَعْـــرَابُ
مَــا بَــالُ مِـصْـر تَـفَنَّنَتْ فِـي أَسْـرِنَا
بَـــــلْ قَــتْـلِـنَـا وَكَــأَنَّـنَـا أَغْــــرَابُ؟ !
وَالأُرْدُن الـمِـسْكِين يَـخْـضَعُ صَـاغِـرًا
لِأَوَامِــــرِ الـشَّـيْـطَـانِ بَـــلْ عَـــرَّابُ !
خَـسِـرَ الَّــذِي خَـانَ الـشَّهِيدَ وَأَهْـلَهُ
واللهِ خــابَ فَـفي الـحِسَابِ حِـسَابُ
--------------
حسين الأقرع / الجزائر.