أَفِقْ و تَحرّرْ من سُباتِ المُغفَّلِ
أَفِقْ و تَحرّرْ من سُباتِ المُغفَّلِ و قاوِمْ صِراعاتٍ بِقَلْبِ المُسَبِّلِ
نُغَشّى خِصاماتٍ و نحْنُ بمعزَلٍ فنُؤْذَى و لمْ نَطْرُقْ لها بابَ مَنْزِلِ
كَذاكَ الرّياحُ حينَ يَشْتَدُّ عَصْفُها تُصيبُ خَفِيَّ الأرْضِ مِنْ كُلِّ مَوْئِلِ
متى يأْتِها أَمْرُ الإلهِ تُجِلُّهُ و تَدْهَمْ كُهوفاً شَأْنَ عادٍ و تَسْحَلِ
فَمَنْ يَقْتَفِ الآثارَ يَعْلَمْ بِأَنَّ ما تُخَلِّفُ بَعْدَ الأمْرِ شَيْئًا و يَذْهَلِ
إذا تَنْجُ يَوْماً مِنْ شِراكِ مُصيبَةٍ تُصِبْكَ مَصَائِبٌ فَكَبِّرْ وَ هَلِّلِ
فَأَحْوالُنا بَعْضٌ لِبَعْضٍ مَضَرَّةٌ و مَهْمَا طَلَبْتَ النّفْعَ يَوْماً سَتُخْذَلِ
و يكْفُرْ صدِيقٌ بَعْدَ أَعْوامِ صُحْبَةٍ وَ يَفْدِ بِكَ الأَعْداءَ لَيْلاً وَ يَكْفُلِ
و يغْدِرْ بِعَهْدِكَ الذي أَوْثَقَ العُرى و قدْ أَقْسَمَ اليَمينَ قَبْلُ بمَحْفَلِ
و يَهْجُرْكَ حِبٌّ عِنْدَ أَوَّلِ فُرْصَةٍ و عِنْدَ انْقِضاءِ وَقْتِ لَهْوٍ مُضَلِّلِ
و يَكْبُرْ صَبِيُّكَ الذي كُنْتَ دائِباً تُعِدُّ لَهُ الأرْزاقَ مِنْ كُلِّ مَنْهَلِ
فَيَعْطِفْ عَلَيْكَ إذْ أصابَتْكَ جَوْحَةٌ و يُقْرضْكَ ديناراً ليومٍ مُؤَجَّلِ
و يَسْتَأْسِدِ الهِرُّ الذي كُنْتَ كافِلاً و تَنْبُتْ لَهُ أنْيابُ غَدْرٍ و تَبْزُلِ
و مَهْما تُعاوِنِ اللِّئَامَ تَجِدْهُمُ كِراماً إِذا آذوْكَ لَيْسُوا بِبُخَّلِ
و لا تَحْسَبِ الأَعْداءَ أَصْحابَ غَفْلَةٍ فَقُمْ و اسْأَلِ الذِّئابَ أيّانَ تَغْفُلِ
و لا تَجْهَرَنَّ بِالنَّوايا فَحُسْنُ نَيّــ يةٍ قَدْ تُصيبُ المَرْءَ فِعْلاً و يُقْتَلِ
و لا تَأْنَسَنَّ بِالنِّساءِ مُمازِحاٍ فَكَمْ مِنْ قَتيلٍ لَلنِّسا اليَوْمَ فَاسَأَلِ
و لا تَصْحَبَنَّ أَمْرَداً ذا غَضاضَةٍ و لا تَتَّخْذْهُ صاحِباً فاسْمُ و اعْقِلِ
و كُنْ حارِساً عِنْدَ الحُدودِ مُرابِطاً بِذا يَكْتَوِي إِبْليسُ حَتْماً و يَنْجَلِي
فَمَنْ لا يُجاهِدِ الهَوى فَهْوَ سِجْنُهُ و مَهْما يُحاوِلِ الفِرارَ يُكَبَّلِ