.
.
رسالة معاقة ,تفتح جبهة لعاصفة كلامية دون أن تجف ,
لكنّ أسنانها لاتقطع , ولا تنهش ,تجوع , ويسيل لعابها ,تركض في العروق المتفجرة ألما , بوحا , ظلما , تركض ولا تعقب , تعوي ككلب في ليلة شتائية , وقد بترت قناتها,ونقض قانونها , فظلت تهيم على وجهها بين شاطئ يدفعها وبين مرسى مغلق ,
مذبذبة كمترو , ولا وصول , عالقة , والوصول شفاؤها!

كتبها , وقد تعرق جبينه وسابقت أنفاسه حروفها, يدلقها من قلبه ,فيها حديث مُتجاوز ,و ساحة قتال تنتظم , إما نصر وإما هزيمة ,وأما الرماد حديث يترجرج ؛فيُوجع القلب ,أغصان روحه تتدلى وتهشها ريح ,فتتساقط حرفا حرفا ,على السطر تلو السطر , يلهث يبحث عن الكلمات, يحفر , يبصق , يغضب ,يرص طابورها, ويتنهد , تحدق عينيه في بحر غائر من الإلهامات ..ولأنّها لاتصل ؛لن تكتمل أركانها ,
يبقى ماؤها محاصر فيه , وهو محاصر فيها , تستلهم منطق الغجر؛المغالب لنقمة تتحداه بمزيد من الفوضى ؛ والمزيد من العداوة..تتحدى خطوطه المستقيمه!

آه يا رسائلنا التي لن تصل .. ولن تمر على السُعاة ,
الرسائل التي كوجه مهاجرأغرقته مياه أحلامه
الرسائل التي كوطن لايود أن يتطهر من الموت
ولا من الطغاة ويظل في ربقة العبيد!
آه يا رسائلنا التي انكسرت ولم تتمكن من النمو أشجارا في المسافات بين ثنايا القلوب .
آه يا رسائلنا النائمة بين جوانحنا وفي أدراجنا
ولا طريق يمكنها قصده!
آه يا رسائلنا المبتورة السيقان ,يا أوراقنا ,يا طوفاننا , يا أيتها الرسائل
كفي عن اللؤم,
طاولة الكتابة بقيت حافة
لكومة من الورق ..
رسائل ..رسائل لاتصل ..صوتنا المقطوع , ومرارة تحصد أكبادنا,وقليل من عجرفة زمانية , لابد أن نضمن لأنفسنا بعض التبرير حول بعض مشكلاتنا الواقفة كعمود إنارة معطل!

أعطني يدك .. ومد ساقك للأمام في رقص رشيق , لا ينبغي هنا مطاوعة الموسيقى فهي آمرة بل مد ساقك بقلبك وإذرع حول نسيمنا المتلاشي
عبر الكلمات عبر الحروف عبر الصوت الذي كنا نظنه حقيقة مواربة فتأملناه أكثر مما يجب حتى أنهت الريح هذه الخدعة وأغلقته!
بات من المجدي أن نختلق حقيقة تريحنا وتحصد سيقان الوهم !

والبكاء لايكفي ... فمالذي يغسل قلوبنا من ضياع رسائلنا إلا غسلها بتعقل ومنطق قاس !
صاحب الأكاذيب والمعنى الذي لايُتمم , الجالس على نافذته يتأمل العابرين , وينسى أصابعه وهي ترسم خيالات
وحقائق يظنها , واقعه صورة فوقية لا يتناول دهاليز الأصل في كل حقيقة .

إلى الشجر اليابس في زمان القحط , إلى الشمس في القطب , إلى الموج الهائج وسط البحر إلى النسرالجريح بعيدا جدا عن الأرض
إلى الثلج في قمة الجبال , إلى المطر في الغيمات المتلاشية إلى اللحن معجونا وسط سيل من النوتات في رأس الموسيقي ,
إلى الوردة الذابلة إلى الغزال في الفخ ,
إلى العصفور مسحوقة عظام جناحه بين غصنين , إلى سفينة غارقة إلى بيت مهجور , إلى الضوء في عين عمياء

كفوا عن النفاذ , كفوا عن الأماني وحسب ..رسائلكم ماتت وبقيتم معلقين في حافة الصمت !



.
.