عرضية إنبعاث الحياة
.............
كان يمكنُ أن يبقى الكونُ في مدارِه
لولا فراملُ الطغيانِ
حيثُ رسمتْ وجهاً للإرادةِ المؤجلةِ
وهدهدتْ بسباتٍ طاعنٍ
في كهوفٍ تعجُّ بشخيرِ اللاغايةِ
فالسباتُ مخدِّرٌ للذاكرةِ الراكدةِ
في قاعٍ آسنْ
ضميرُ الحبِّ ثمنُ الوطنيهْ
والإنسانيةُ صحوُ العدلِ
وذلك المختلسُ لوميضِ حياةٍ
تجرّدتْ من رجفةِ الإغترابْ
لترتقَ أسمالَ ثوبِ الأمنياتْ
قد كشفَ غايةَ اشتعالِ فتيلِ الفتنهْ
لبترِ أعضاءِ الوطنِ العتيدْ
وبيقينٍ بأنّ الخلودَ للتخديرْ
هو شريانُ الصبرِ المقدّسِ
كي تُطوى صحائفُ الأحلامِ المتمردهْ
فلا فجرَ يأتي بإصباحٍ تحلّقُ به أجنحةُ الوعدِ
فتهبطَ في وادي اليأسِ
حين خفتتْ شمسُ الأصيلِ
مستعدةً للإفولِ
يرتعشُ عُرجونُ براعمِ الأملْ
بين غصونِ الضوءِ
وتنهمرُ الشواطئُ بأمواجٍ زبديةِ المآلْ
حين فرضَ الحبُّ قطافَ لؤلؤِ اللاركوعْ
في بحرِ المجدِ والإنتماءْ
فكانتِ الهزيمةُ عندما جفلَْ بفرائسِ الخوفِ
باستسلامهِ عندَ أوّلِ عقبةٍ سهلةِ المرامْ
على انهزامٍ مزمنٍ متكوّرٍ في الذاتْ
كانت البدايةُ تحتدمُ بنيرانِ الصحوهْ
عند مفترقٍ من غفلةِ بوليسٍ دامسْ
أتحسسُ دروبَ الضوءِ
أتعثّرُ بشهقةِ العروجِ المقيّدِ بسلاسلِ المنعِ
الخانقِ لصوتِ الحقيقةِ
في حناجرِ المدينةِ
لرايةٍ ترفرفُ على صواري العدلِ
لفرحٍ يهطلُ شآبيبَ إنسانيّهْ
تروي النهرينِ وتصبُّ في شرايينِ الوطنْ
ويزفرُ صدري حرقةَ الجهلِ
حين يفردُ سوادَهُ الطامعِ
على شقشقةِ الفجرِ
سأجاهرُ بالحلمٍِ المعهودِ المؤطّرِ
بأوجاعِ الصمتِ المبجّلِ
أمامَ ثورةِ دمائي المجسّدِ ببركانٍ
ثارَ بنارِ خطيئاتهم
لولا أنَّ الحريّةَ بددتها يدُ المنيّهْ
المنبعثةِ من تعاويذِ تسبح
بحمدِ الذاتِ المنشقّةِ من دين أبي لهبٍ
لمَا ضاعتِ الإنسانيةُ بين حقدٍ وقلقْ..