قالها هنري كسنجر، منذ ثمانية عشر عاما:
" الحرب العالمية الثالثة قادمة. ومن لم يسمع أصداءها، أصم".

هنا . . على عتبات الحقيقة.
هنا، تتحضرُ الأرضُ لمخاضها الجميل. مَخاضٌ ليس عربيُّ الوجه، لكنه إنسانيّ النكهة. يفتح أبواب المسرح تحت سنابك خيول الأزمنة، ودوران عجلات التاريخ.
الآن . . بينما طبول الحرب الكسنجرية تقرع.. والأصم بات يسمعها، لا زند لها ولا مدفع.. سَبَقتها نبوءته بمقتلةٍ عظيمةٍ في بلاد العرب، دامت تحت ظلال الخريف الثقيل، عقداً من الزمان.. وفيه تسيّدت اسرائيل المشهد، دون أدنى بذلٍ من مخزونها البشريّ. إذ كان وقودها حفنات من جهالات الأعراب، وبها كانوا يكفونها شرَّ القتال.

الكورونا . .
مَنْ قال أنها ليست ثالثة المعارك الكونية !
وهل حَبَستْ أُولاهما وثانيتُهما الكونَ في سراديب الخوف وأقبية الذعر مثلها ! كلا.. لم تفعلا.

اليوم يا "وجهاً " من زمان الوعي واليقظة، الذي غاب عنّا دهرا، مكثناه سُكارى في أغلالٍ من العبودية الشرهة، تحت نير الذل لحضارة الاستهلاك الأجوف.
اليوم، اسرجوا لها الخيل، واطلقوا لها الشرارة: "بسم الله مجريها ومرساها".
معاركها عابرة للحدود والأوطان، والبحار والمحيطات، والثقافات والعقائد والأيدلوجيات.
اليوم، هي الوغى على الأرواح التي ليس لها هوية، ولا جنسية.
لا ملوك فيها ولا زعماءَ يديرون حمأتها من وراء متاريس اللعب في مواخير البوكر والجوكر.
كلهم فيها جنود لا حق يعلو بنادقهم ولا باطل.
أزمنتها التباعد وجحور الفئران. وصليل السيوف فيها غصة الأنفاس. وانتصاراتها الموت والحياة ..

الحائرين السائلين: مركب البشرية إلى أين؟!..
هناك سيجدونه، أولئك الباحثون عن الله.