// عيناها.. وعلى قلبي السلام // ؛

هكذا مضيتِ إذن
وتركتِ مِنْ خلفكِ الغِلال بلا حصاد
كعهدكِ القديم.. أرجوحة بالعذاب
أملاً رحل بالهجر نائيا
بِلا التفاتة بلا مَعاد

وكنتُ على خطوط النار
أجترح مع عينيكِ جرائم اللقاء
ما همّني موتي.. ما همّني الفناء

رتَبتُ كلّ جناياتي مع فجرِ عينيكِ
فوق أجنحة السفر
وكان الفجر الرحيم منهما قد عبَر

لم ألتفت إليها ضرائبُ الأحمال
ولم أعبأ بها سكراتي وموعد الآجال
ففي مولد القصائد كان عزائي
وفي عزائي، يا كل عزائي، كانت تُقال

كانت الدنيا ظلاماً حولنا
يوم على رِهانات أحلامنا ارتحلنا
أنت في الخِدر على جناح الأمل
وأنا فوق سِنان الريح
واقفاً عند أبواب الأجل
وقلتُ: إنَّ قرابيني إليكِ
ما كانت يوما من عُملة الحياة

وكنتِ الجديرة..
وقرابيني إليكِ
كلها يا غاليتي.. كانت صغيرة
فالولوج الى مدائن عينيكِ
كان عزيزاً مُعسّرْ
لم يزل باهظ الصِداق والمُؤخّرْ
ومَنْ أراد الخوض فيه
فهذي دروب المغامرات لمن شاء فليُبحرْ

لم تدعني مكائد الطريق
وما استطاعت كوابيس الظلام على جنبات أحلامي بكِ لتطردني
ولم أستفيق..

كنتِ على ضيقِ الفرح.. بالبِشرِ سخيّة
تمارسين طقوس الجمال بلا هوادة
كنتِ فيها يا صغيرتي جدّاً شهيّة
ورحتُ أمارس في عينيكِ فنون الكتابة
وأخترع حروفاً جديدة
وأطعمها روحي، لأُلحِقها بالأبجديّة
لتكون في آلائكِ كاملة المقاس
تنافس فساتينكِ الأرقى
وفي هيلمانها.. تجيئُ مخمليّة
ثم إذا ما الكلمات بك عجزت وضاقت
أطرقتْ خجلا،ً وقالت
أسفي !!
فلم يزل لي في الحديث عنكِ بقيّة

فالحلم إليكِ سفر
وسفري إليك ينتهي بين ساعةٍ وساعتين
ليتني فيهما ألتقيهما.. عيناكِ