قضية للحوار :
{ ضرورة الإصلاح الديني}


شيخ مشايخ مدرسة فقه المقاصد والأولويات، صاحب أعظم تفاسير القرآن في العصر الحديث، تفسير " التحرير والتنوير"، التونسي، المجدد، الإمام العلم/ محمد الطاهر بن عاشور - رحمه الله - قال بالنص:
"إن القرآن يجب أن يفسر تفسيرا جديدا كل عشرة سنوات" !!
في إشارة بليغة منه إلى أن حركة المعنى تتناسب طرديا مع حركة الزمن، ومعه يتطور المفهوم الدلالي للغة، وربما يُنتقى من معاني الجذور اللغوية لمفردات القرآن ما يناسب تحقيق مرونة الشريعة تحت مظلة مقاصدها الخمسة المعروفة، حتى وإن خالفت دلالات هذه الألفاظ ما كان عند الأولين، ولذلك لا معنى ونحن في القرن الواحد والعشرين أن نقول قال: النسفي أو قال: ابن كثير او الطبري او مجاهد...الخ ونسكت.ولا حتى من المحدثين، قال: الطاهر نفسه ولا الشعراوي ولا بنت الشاطىء وقال الغزالي وقال فلان الفلاني من المعاصرين... وإلا تحول القرآن بطبيعة الحال إلى تراث وهو الكتاب الذي يتنزل علينا كل يوم.
ولابد أن يكون المفسر بجانب اطلاعه على القديم وأسس أصول الفقه واستنباط الأحكام ومدارس التفسير المتنوعة وأسباب النزول والسياق واللغة أن يكون أيضا دارسا للحضارات والفلسفات المختلفة، مطلعا على علوم النفس الاجتماع والمنطق والاقتصاد، والسياسة والفلك والعلوم الحديثة وتكنولوجيا العصر والمكتبات المتنوعة من الشرق والغرب.
التجديد موضوع كبير وشاق، ليس له إلا أولو العزم من الرجاااال، ولن يؤتي ثماره إلا بعمل مؤسسي جماعي يشارك فيه الجميع، من الازاهرة وغيرهم، كلٌ في تخصصه.
المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر وبوضوح تحتاج إلى تطوير مناهجها وإدخال طرق ومناهج تدريس حديثة وتدريب معلميها وتحديث قاعاتها وإدارتها.
لا نمتلك رفاهية التأجيل، ولا يصلح للمرحلة ثقافة الاعتزال...!!

* منقول عم التجمع العربي للتنوير