الحرفُ لا يقوى على إعجازهِ
................والوصفُ يُغْضي ..إنه الطوفانُ
والحقُّ أن المَوْجَ "يبْتلِعُ" الزُّبى
.......................والماءُ يَسْجُرُ بحرَهُ البركانُ
الفيْضُ يعلو إذْ تباركُهُ السَّما
.......................إنّا نَرى الجوديَّ وهوَ رِهانُ
وسَفينُنا في الأوْجِ يمخُرُ نحوَهُ
.........................وشراعُه المَلّاحُ والرُّبّانُ
الفجرُ يدنو والعُبابُ مُصفِّقٌ
......................والأفقُ يقبلُ نورُهُ القرآنُ
والآيُ في وَضَحِ الوُجوهِ مُرتّلاً
.....................صبْرٌ عَجيبٌ صُلْبُهُ الإيمانُ
آمنْتٌ بالبأس الشّديدِ وَموقِناً
.....................بالحقِّ إنَّ عَدوُّنا الحيَوانُ
وَأدَ الطفولةَ لا حُدودَ لِحقْدهِ
.............هدَم الحياةَ وَرمْحُه ُ الطُّغيانُ
تلهو به الأنْفاقُ في غَسق الدُّجى
.............ويَدُعُّهُ عند الضُّحى الفتيانُ
يُسقى حَميمَ الماءِ في حُمّى الرّدى

..............رَهَقاً يَتوقُ لِحتفَهُ الظَّمْآنُ
فتيانُ غزَّةَ كالليوثَ تواثَبوا
....... وتمترسوا .واستعصم العُقبانُ
خنساءٌ غزَّةَ في الوَغى أيقونةٌ
..........لِصمودها يتعجَّبُ الإنسان
تنعى بنيها والدُّموعُ سخينةً
........تجري فتبكي صخرَها الجدرانُ
طوفاننا أعجوبة الأيّامِ في
...........زمن العجائبِ يُصبح العنوانُ