عروس القصيدة
إلى صاحبة رواية " الأوكسجين ليس للموتى "
في رثاء الشاعرة هبة أبو ندى
ألَّفتِ بالجوريِّ مِسكَ خِتامِ
ورهنتِ قلبكِ للندى المُتسامي
بنتَ الرَّبيع ، وأيُّ قافيةٍ نرى
بعد الرحيلِ ، إذا بكتْ أحلامي
إيهٍ فلسطينَ الحبيبةَ ودِّعي
أختَ القصيدِ ، شهيدةَ الأنسامِ
فعروسُ غزَتكِ استبانَ مُقامُها
في دوحةِ الفردوسِ خير مقامِ
وهناك للشُّهداءِ تسردُ قصَّةً
عن أدمعِ الأقصى وقدسِ هيامي
عن حبِّها الأبديِّ عن لغةِ الأسى
كيف استحالت نيَّةً لصيامِ
يهنيكِ يا هبةَ الديار بأحرفٍ
تحكي عن الليمونِ والآلامِ
عن غزَّةِ الأوجاعِ والضحكاتِ
والأطفالِ حول رفارفِ الإعظامِ
عن كلِّ ذي لُبٍّ تناهى صبرُهُ
وسواه يرجو منحةَ الحاخامِ
عن جوقة الأعراب من فقدوا الحيا
جعلوا الضمير موائد استسلامِ
من أجل ذلك عربدوا وتفنَّنوا
في حبِّهم لمقاصل الإعدامِ
هبةَ الهباتِ لك التحيةُ طالما
أهديتِ طيبَ الأرضِ حُسْنَ سلامِ
أحزنت آفاق الشواعر فانثنت
روحُ الأديبِ شجيَّةَ الإلمامِ
ترنو إلى الليل الطويلِ وبارقٍ
لحديثِ نصرٍ خِلته قُدّامي
والصبر زادُ الصادقين على المدى
حتى تؤوبَ مباهجَ الإكرامِ
وتعود للأقصى معاني مجدهِ
في ثورةٍ شعبيَّةِ الإقدامِ


(( 22 / 10 / 2023 ))