الخلط بين (الحجاب) و(لباس المرأة) خطأ فكري فاضح في العقلية المسلمة اليوم
فالحجاب خصوصية لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وحسب الآية الكريمة التي تقول
"وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب"
يتبين الفصل الكامل في اللباس والرؤية والخطاب، وهو غير (اللباس) المنصوص لنساء المسلمين عن الخمار الذي يضرب به على الجيوب.

ومن خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم أيضا عدم الزواج من زوجاته بعد وفاته، فهن أمهات المؤمنين "وما كان لكم أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا". ومنها مصافحة النساء التي لم يكن يفعلها "إني لا أصافح النساء".

وهذه الأمور شرحها صاحب كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) الشيخ عبد الحليم أبو شقة، رحمه الله تعالى، وهو كتاب تعب عليه صاحبه ربع قرن من الزمن واستخرجه من الصحاح التسعة،
مع هذا فإن أربعين حديثا وصل إليها ليقرر أن الأصل كان كشف الوجه في جو الصحابة الأول، استشهد بها فقيه آخر ليقول إن الأصل هو تغطية الوجه!! وهذا يعني أن الجدل في النصوص عقيم.

واليوم يستتبات مفكر سوداني لاجل انه أبدى رأيا في ولاية المرأة
وهناك من يعتمد حديثا ظنيا عن عدم جواز تولي المرأة ولاية "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" مع أنها ليست حكما بل خبرٌ وتعليقٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم على الأحداث التي كانت تنقل له من تردي الأوضاع في بلاد فارس، أكثر منها امرأة جاءت إلى الحكم أو رجل. كما حصل في عهد الإمبراطور (جوانكسو) في الصين حين قامت (سيكسي) خالته بانقلاب عليه في 21 أيلول 1898م فكانت الكارثة وسقطت الإمبراطورية الكونفوشيوسية كما سقطت من قبل الساسانية.

وحينما استعرض القرآن قصة سليمان وملكة سبأ ظهر أن من احتوى المسألة بدون حرب مدمرة امرأة حكيمة تحمي بلادها من الملوك الذين قالت عنهم "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون".

ومن هزم العرب أجمعين في حرب 1967 كانت امرأة إسرائيلية اسمها جولدا ماير. والعصر الذهبي في بريطانيا يدين للملكة فكتوريا، ومن هزم الإسبان وأباد أعظم قوة بحرية في معركة الأرمادا عام 1587م كانت اليزابيث الأولى، ومن هزم الأرجنتين في حرب الفوكلاند كانت (تاتشر) البريطانية، السيدة الحديدية كما لقبت، ومن القارة الهندية نسمع عن سونيا وحسينة وانديرا غاندي.