خواطر عالقة ... (1)
أسماء .. وعالقين .. (!)
ليل بارد بلا رحمة، وشتاء قاسٍ هذه المرة، لم يرحم ضعفنا، ولا عرينا، ولا فقرنا...
لم يعرف هذا الشتاء أن نظام التدفئة عندنا ليس مركزياً، بل نتقاسمه مع أعمدة الشوارع، حينما تحنّ علينا شركات الكهرباء بساعات من الانفراج الضوئي، وحينما يحن علينا " شلومو" بقليل من الوقود لتشغيل مصالحنا المعطلة أصلاً .
هممنا بالنوم، بعد أن انتصف ليل فلسطين المشبع بالصقيع، ودقت الساعة الثانية عشرة ليلاً، فإذا بالهاتف يشق سكون الصمت والليل،
وإذ بها إحدى العالقات مثلي، تصيح بي : هبة .. طلع اسمي ..
هنأتها من كل قلبي، واستودعتها ربي، وعدت لمنامٍ لا هانئٌ ولا كريم،
يا الله ..
كم من الآمال ستقتل وسط العالقين الثمانية آلاف ... ..!!
أو بعد هذا الانتظار الطويل _ على وعد ما بعد العيد _ يسافر فقط مائتان مسافر.. !!
فما قلت سوى الصبر يمدنا بنفحاته، فالصبر أيها الفلسطيني الصبّار ..
صبراً .. أيها المحاصر بين أسلاك المعابر، وأعتاب الحدود...
لا تبتأس..
فالليل لن يطول عويله ، والمسافر لابد أن يعود .. بإذن الله ..