انتصر الأمواتُ وبقيتْ الأنقاضُ تحتفلْ
وبقي الأحياءُ معلقينَ بين الانتصارِ الواقعي وبينَ ماهيةِ القادمْ
الأطفالُ انتصرتْ ألعابهُم الممزقةُ وزالتْ ثورةُ عقولهمِ الجامحةْ
تسللتْ إليهِم عناقيدٌ فسفوريةْ
أحرقت خرّبت دمّرت
ذبحت الهواء وراحتْ تغنّي في تشوّهاتِ طفلٍ غطى وجههُ خشيةَ الكاميرة المصوّرةْ

تآكلَ لحمُ البقاءِ وتجمّعَ الموتُ حولَ الحياة
يسألُ عما إذا رقدتْ وأسلَمَت أمرها إلى مفاوضاتِ السلامْ
تركَ هاتفهُ النقالُ يردُ عليهِ السحابُ وهو يكلِّمنا عن ما لا نطيق
تزدحمُ الحياةُ وتتساقطُ الأرواحُ
نفيقُ من سبات زاخرٌ بأروقةِ البلاغةِ السياسية
نتعلَّمُ صعود المنابرِ وننافقُ بالخطبِ الجماعية
ثم نزعمُ أن القدرَ آتى مآلنا هذا المآل !!

انتصرت حجارةُ غزّةَ على بارودٍ تسربَ في الهواء
ينحتُ الهواء ويُزويهِ إلى هدفٍ يحثهُ مصوِّبهُ إليه
تحتَ التراب تنشطُ حبوبُ الحياة !
ما زلنا ننتصرُ بالبقاءْ !

كذبتْ الأقدارُ وقالتْ ربما لا يستطيعونُ التفننُ في الحياة
وآخرون تحدّثوا عن ضعفِ الهواءِ في عروقِ الرضّع
وآخرون ادّعوا تفشّي الصداعُ في فوهاتِ بنادقنا

ونحنُ صلّينا لمنْ في السماء
ارتدنا الوضوء وانتشلنا إيماننا ! لكن ! لم يكن هناك جامعٌ يجمعُنا
فقيلَ " ستجتمعونَ حينَ يحينُ الفجرُ في السماء "

ونحنُ تعبنا الجلوسَ على أدراجِ الغيابْ
ثم أزلفنا مواراةَ الشموعِ كي يحيدَ الظلامُ أسرهُ علينا
وشدهنا حينما اعتنقَ القدرُ ديانةَ قتلنا !
ثم اعترفتْ السماء أننا .. أغبياء

ونحنُ نسيرُ على شارعِ القدسِ
رأينا ممّر العبورِ إلى الفضاء ، ظننا لبرهةٍ أنها راحةٌ تقضي بنا
فصفقنا وقلنا " مَرحى للسماء "
وصُفِّقَ لنا " مَرحى للغباءْ "