إنني أرى
ماذا أرى ؟!

أرى طفلاً يحتلُ حجراً يقذفه في يدٍ يلبسها الحديد
على جنديٍ متغمدٍ بواقٍ من الرصاص . .
وأرى أيضاً
حاكمـاً عربياً جالساً على كرسيٍ تخدمهُ امرأةً وطفلاها . .

إنني أرى ذلاً

لستِ وحدكِ يا غزة
أنا معكِ
لستِ وحدكِ يا غزة
جميعنا معـكِ ، فزفي لنـا عرسانَ المجدِ

فلسيطنُ ثوري وارفعي
رايةً للنصر وهللي . . بلادي حبيبةٌ لدى الأبنـاءِ
غزة تئنُ والعالمُ صامتٌ
وفرسـان الليل لها بنادقٌ

إنني أرى
ماذا أرى ؟!
أرى سيلَ الدمـاء يسيلُ كما الزبى . .
صليلُ السيوفِ ما عادَ يُسمع . .
بنادقُ شعبي لن تغمد . .
لن نغمدَ بندقيةً ولن نركع

لن نركعَ
حتى لو أبقيتَ طفلاً على الفراش مسطحٌ يحتاجُ الهواء
هو طفلٌ . . لكنـهُ أملٌ للبقاء
وردةٌ تبعثُ فينا الهـواء

لن نركعَ
حتى لو أنزلتَ المـطرَ ناراً
حتى لو عـمَّدتَ الشجرَ على غصنٍ من هبـاء
حتى لو جئتـني في يومٍ
تحملُ في كفكَ الأولى بقايا أخي
وكفكَ الأخرى بقايا جدتي . .
لأن أخي كـان معي يكتبُ هذه القصيدةَ
وحيثُ كنـا نكتبها . . كانت جدتي تسقينا شايها العنقودي . .

لن نركعَ
حتى لو فرشتَ الأرض دمـا
ورفعت بدلَ السماء علمـا ، علماً أسود

لن نـركعَ
لأجـلكَ يومـاً
لأن الحياة لا تنتهي ، هكذا رجلٌ يموت لأن سبعةً يولودا غداً . .
تقرأني الحياةُ في شعبي
تقولُ لي : هنئتَ يوماً بعد يوم . .
لماذا ؟ !
لأنني فلسطينيُ الوصفِ والكلمِ
فلسطيني الروح والدم . .

لن نركـعَ
حتى لو زلزلتَ الأرضُ تحتنا في لحظةٍ
وأنبتَ الشوكُ في وردةٍ
حتى لو خرجَ القمحُ من بقلةٍ . .

لـن نركع
لأنـنا لا نستطيعُ الركوع
لا نستطعُ أن نميـل بأنظارنا خارجَ مرأى الغد
أو تحتَ خط اليدِ . .

بلادي علمـتني أن أنشدَ
غزة . . في ألف يومٍ
غزة
تغتالني الكلـمات وقوف وقعود

بلادي وإن شدتْ وثاقي كلي لهـا
لا زلتُ أولد كل يـومٍ في كبـدها

لن نركع
حتى لو صار الدم عرفاً بيننا . .

غَزَةَ إن جارَ الدهرُ مقتتِلا
لا هنتِ اصمُدي كونيِ الأمَلا . .