أيها المطالبون بحقوقِ المرأةِ المنددون بحريتها و كرامتها المتغنون بشعاراتِ إخراجها من سترها لهتكها

أيها المتشدقون بحبكم للمرأة و رغبتكم في إصلاح أحوالها و تلبية رغائبها ...

أيها الراقصون على حبالِ عواطفها لتنفير حماستها في الصياح و الصراخ أمام وجوه المسئولين

و كأنكم وُكِلْتُم من قِبَلِها في مجلس القضاء الأعلى بالدفاع عنها و التحدث باسمها فأخرستم فِيها و

ألجتم غضبها لتشدوا وثاقه في تحقيق أهوائكم و نزغاتكم

تناسيتم في عرضكم لمأساتها و معاناتها في حرمانها من القيادة و حبسها عن الخلطة و التمازح و

التناطح معكم تناسيتم واقعها الذي فرض عليها الانفاق في غياب الدخل و التربية تحت ظلال الفساد و

حسرتها إزاء بهرجتكم و بذخكم

فأين من دعواكم هموم النساء في مستنقعات الفقر ؟؟

و أين من ملفاتكم السرية مآسيها في جرائم قيّدت ضمن مجهول هتك عرضها ؟؟

و أين أنتم من القضايا المعلقة في محاكم الدجل ضدّ أزواجٍ مزقوا سمو الزوجية ؟؟

و أين شكواكم حالها في المساومة على الشرف لتحقيق مطالبها في دوائركم الحكومية ؟؟

و أين مواضيع الكفالة و الولي و الوصي و الوزير و الغفير لتشتري بها علبة تونة ؟؟

و أين أنتم من الآمها في مسائل الطلاق و الخلع و ما تعيشه من هوانٍ و ذلٍّ لتحيا و أبناءها بسلام ؟؟

و أين مطالبتكم بتطبيق القرارات الصادرة في تخصيص مكاتب نسائية في الدوائر الحكومية

تعنى بأمرها ؟؟

و أين لفتاتكم لإصلاحية الفتيات و سجون النساء و ما فيها و ما يحتويها من الانتهاكات القذرة ؟؟

و أين أنتم عن أنظمة الخدمة و الأحوال المدنية التي تشق على المرأة حتى تتمنى لو كانت " بدون " ؟؟


أسئلة تطرح نفسها أمام أولئك الحفنة من المنددين بحقوقها الوهمية السطحية الساذجة

التي تنم عن فكرٍ خواء و نفسٍ جُبِلت على التذمر دون أن تلمس الواقع ....















مع أصدق التحايا