بسم الله الرحمن الرحيم
ضاقت الأحشاءُ فضاق الفضاءُ
واستدرك القلب آخر النسمات إذ الحياة على جناحها
و بعد لحظة غرقت العروق و طار زفيرها
و كأن القلب يخرج عن نطاق الهواء صاعداً
و قد ظن الناس بموته
و ما علموا بأنه استفتح باباُ من أبوب الجنة
نعم
نعم
(( و هكذا نحن ))
نؤمن بالموت أضعاف ما نؤمن بأن هناك بعث
و نؤمن برجح الحسنات على الرغم من أنها لا تربأ على معشارٍ من السييئات
و نؤمن بالجنة كأننا فيها و كأن النار لغيرنا
إن للحياة لفلسفة
في بحارها
في جبالها
في رياحها
و في كل شئ عليها
و ليس هناك أجدر بالحياة من الفيلسوف
إذا أدرك بأن الجسد أرضي و أن الروح سماوية
فعليه أن يصارع الجسد و أن يسالم الروح
حتى تخبره الحياة بسرها
(( الــديــن الــحــيــاة ))
أنا لم أقل بأن الدين فلسفة
و لا أجرؤ على ذلك
حيث أنه نور من نور الإله
و لكن للحياة فلسفة إن أرادت أن تخبرنا بأنها تملك ذلك الإيمان الثابت
و أن تخبرنا بأننا لا نحمل إيماناً ثابتاً
و أننا نتفاوت في هذا
ففي كل لحظة شاهد يشهد بهذا
حيث أن اللحظة أفعالنا فانظروا كيف هي تلك الأفعال
إن للحياة لفلسفة
في ليلها
في نهارها
في أوقاتها
نعم الدين نور و الحياة مؤمنة لكن ما عليها قال بغير ذلك
ألا ترى الليل ؟
ألا ترى النهار ؟
كذلك قلوبنا
فمن يجعل الحياة كلها نور ؟
و من يجعلها كلها ظلام ؟
أخـوكـمـ / الـهـذلـي شـاكـر .

مكة المكرمة