رثاء أم العلياء للرفاعي حافظ إبراهيم
بكتك السمـاء يا أم العليــاء فبشرى لمن بكتـه الســماء
وسحائب الرحمن زرفت رحمة فقلوب النائحـات حولي رواء
وترائب الأرض غرقت نشـوة فحنت لمقدمها الحبيب غبـراء
كأن الدنيا هجــرت منازلهـا تشيعها آهـات ولوعـة ووفاء
تلك السانحات حولي باكيــة شجر وبشـر 00 أرض وسماء
فذاك شجــر كنا نسامــره حملت نسائمه البليلـة الأرجـاء
يودعنا بدمـع لسنـا نعهــده على أفنانه الخضراء لاح بهـاء
وبشـر كثــر لست أعرفهـم جمعتني وإياهم حسـرة وشقـاء
هذا من حـل وذاك من سفــر كل في المصيبة النكراء ســواء
وتلك عيني ما برحت تزلزلهـا زفـرة ناحت وعبـرة عصماء
هانت على كل مصاب مصيبته حتى تعـانق في حزني الفرقـاء
الآلة الحدبـاء تعـدو كسفينـة قذفها ريــح عاصف وهــواء
وقبر الحبيبـة ظاميء لهفــة حضنـه الجبـار هــزه اللقـاء
ربـاه فاغـر فـاه كظـاميء منــذ عـام لم يمسسـه مــاء
مظلم القعــر عميـاء جوانبه تشتكي في عيونــه الظلمــاء
راقــد بـارك الله رقدتــه فيــه أعـلام وأجسـام وأسماء
أعور موحش في صــورته له عين إذا أبصــرت عميـاء
روحي بين شدقيــه راقـدة فأضاءت في ثنــاياه الحصبـاء
آه 00على عيني راح يحضنها كأن غيرتي لها خدعـة وريــاء
مهجتي بهـواها جـد كليـلة فـداوني بالتي كانت هي الــداء
فشفائي منهـا كان جريمــة فعـذابات هـواها نعـم الشـفاء
حنانيك يا قبر تلك فاطمـتي فكرها في الداجيـــات ضيـاء
روت رياض الطفولة منهـلا بصفـوة العلـم فنعـم الصفـاء
أعيــذها بالله منك ضمـة فصـدرها الحـاني منك جفـاء
يا موت مالكأسك المر يسقيني والنفس عازفة والذارفات رجـاء
يا هازم اللذات ما لذاتي وذاتي شاغرة من الهوى فكيف تضـاء
باموت هيجت أشجاني مرارة أين ذكريـاتي والحـبيب فنـاء
يسبق نشيج الوجــد دمعي زفــرات لم يسعفهــا البكاء
فالحنايا مني صارخة فاثـأر فلا مغنـم منك إذا صح العـداء
يا زهرة كنت بالأمس أرويها أني لحسنك اليــوم سقـــاء
وداعا ذات النقاب الأســود سيظـل لحسـنك المسجي سناء
روت العابدات عنك لباسـها وتعطف المجــد بجدك والثناء
رباه هبهـا من نورك قبسـا يامن أضاءت بنـورك الأشيـاء
أستودعها من لا تضيع ودائعه فما لعاديات الدهــر فينا بقـاء
وسـألت الله عنهـا سلــوة ورحمـات فقـد حكم القضاء
وانعمي برب راض غير غضــ ــبان لا أزكيك إنما زكتك منه آلاء
يا قبر إن كنت روض جنـة فــذاك والله 00 نعـم العـزاء
[/gasida][/gasida]