|
بكتك السمـاء يا أم العليــاء |
فبشرى لمن بكتـه الســماء |
وسحائب الرحمن زرفت رحمة |
فقلوب النائحـات حولي رواء |
وترائب الأرض غرقت نشـوة |
فحنت لمقدمها الحبيب غبـراء |
كأن الدنيا هجــرت منازلهـا |
تشيعها آهـات ولوعـة ووفاء |
تلك السانحات حولي باكيــة |
شجر وبشـر 00 أرض وسماء |
فذاك شجــر كنا نسامــره |
حملت نسائمه البليلـة الأرجـاء |
يودعنا بدمـع لسنـا نعهــده |
على أفنانه الخضراء لاح بهـاء |
وبشـر كثــر لست أعرفهـم |
جمعتني وإياهم حسـرة وشقـاء |
هذا من حـل وذاك من سفــر |
كل في المصيبة النكراء ســواء |
وتلك عيني ما برحت تزلزلهـا |
زفـرة ناحت وعبـرة عصماء |
هانت على كل مصاب مصيبته |
حتى تعـانق في حزني الفرقـاء |
الآلة الحدبـاء تعـدو كسفينـة |
قذفها ريــح عاصف وهــواء |
وقبر الحبيبـة ظاميء لهفــة |
حضنـه الجبـار هــزه اللقـاء |
ربـاه فاغـر فـاه كظـاميء |
منــذ عـام لم يمسسـه مــاء |
مظلم القعــر عميـاء جوانبه |
تشتكي في عيونــه الظلمــاء |
راقــد بـارك الله رقدتــه |
فيــه أعـلام وأجسـام وأسماء |
أعور موحش في صــورته |
له عين إذا أبصــرت عميـاء |
روحي بين شدقيــه راقـدة |
فأضاءت في ثنــاياه الحصبـاء |
آه 00على عيني راح يحضنها |
كأن غيرتي لها خدعـة وريــاء |
مهجتي بهـواها جـد كليـلة |
فـداوني بالتي كانت هي الــداء |
فشفائي منهـا كان جريمــة |
فعـذابات هـواها نعـم الشـفاء |
حنانيك يا قبر تلك فاطمـتي |
فكرها في الداجيـــات ضيـاء |
روت رياض الطفولة منهـلا |
بصفـوة العلـم فنعـم الصفـاء |
أعيــذها بالله منك ضمـة |
فصـدرها الحـاني منك جفـاء |
يا موت مالكأسك المر يسقيني |
والنفس عازفة والذارفات رجـاء |
يا هازم اللذات ما لذاتي وذاتي |
شاغرة من الهوى فكيف تضـاء |
باموت هيجت أشجاني مرارة |
أين ذكريـاتي والحـبيب فنـاء |
يسبق نشيج الوجــد دمعي |
زفــرات لم يسعفهــا البكاء |
فالحنايا مني صارخة فاثـأر |
فلا مغنـم منك إذا صح العـداء |
يا زهرة كنت بالأمس أرويها |
أني لحسنك اليــوم سقـــاء |
وداعا ذات النقاب الأســود |
سيظـل لحسـنك المسجي سناء |
روت العابدات عنك لباسـها |
وتعطف المجــد بجدك والثناء |
رباه هبهـا من نورك قبسـا |
يامن أضاءت بنـورك الأشيـاء |
أستودعها من لا تضيع ودائعه |
فما لعاديات الدهــر فينا بقـاء |
وسـألت الله عنهـا سلــوة |
ورحمـات فقـد حكم القضاء |
وانعمي برب راض غير غضــ |
ــبان لا أزكيك إنما زكتك منه آلاء |
يا قبر إن كنت روض جنـة |
فــذاك والله 00 نعـم العـزاء |