أنــا و السّاحـِـر




أنـا مـنْ قَـريَـةِ ساحِـرٍ يَـعـرِفُ كَـيْفَ يُـحـوّلُ قَـحْـطَ الـصَّفَـحـاتِ إلى ديـوان مُـزَرْكَـشٍ بأعْذبِ الـكـلِـمـات،

يُـلـوّن قَوافـيـها بـحـنّـاء روحـهِ فيـشـرَحُ خـطّ كَفّـها للـأمـاني.

يـواكـبُ هـطـلَـهُ الـزّاكي شروقُ شمـسِ مـشـاعـري فـتُـغـنّـي ، و تَـرقـص ،

وتَـعْـبُـرُ إلى ضفّـة الـتّـغـريد نـاسيـةً كـلّ تشـقّـقـاتِ الـصّمْـتِ وغُـرْبَـةَ الأمـاكِـن.

منْ يـدِه الـمِـعـطـاء أقْـتَـبِـسُ نُجـيـمـاتِ حَرفـي ، فَـتـلـوحُ لـي مِـن عَيـنـيْـه نَظراتُ الرّضا فأكتُبُ أكثَر،

و يـسْـرجُ لـي خـيْـل الـسّفـر فـي أجْوائِـه الـمفْـعَـمـة بالـشِّعـر ، فـأطيـر إلى أبْعـد نَـبْـضِ فيـه ،

لأراه كما هُوَ، فارسًا ، ولديه ،وعلى راحةِ يَدهِ، في صَلَفٍ ، أتـبـخـتـر.

تُهدْهدني جِـنِـيّـاتُ أنْفاسهِ ، وتحمِـلـنـي عـلى عَـرْشٍ الوَرْد لأقْـطـفَ مـنْ غَـيْـمِ وهْـجـهِ عـنْـقـودا

أعْـصرُ منْـه مُداما يَـسْـقـيـنـي ، فأغدو خَـمـيـلـةً، في نَبْـتِـهـا أسْرارُ الشّعراءِ وأَفـنـانُ الـوَتَـر.

أنــا مِـن قَرْيَـة ساحِـرٍ يُـتْـقِـنُ الـتّـرتيـلَ في غَسَـقِ خَـوفـي ،

فـي حَـضْـرَتِهِ يَـحـتـلّـنـي الـشّـدو ،وتَـعـتـرينـي طُقـوسُ زَرْعِـهِ ، فَـتـورِثُني الكِـتـابـة.