|
نزلت يلثـم القيـظ فاهـا |
وتبسمت فروى الأثـير شذاها |
وتفتح الورد في وجنتيهـا |
فبدا للــورد تيهـا وجـاها |
خلعت على الظهيرة نسمة |
أعـارت مفرق الشمس سناها |
نظرت وفي مقلتيهـا نداء |
فهـام قلــبي يلـبي نـداها |
مـلأت ناظـري هطـولا |
كأن ظـلا من الجنان كساهـا |
فحطم ثغري أغلال صمتي |
وطار بالتحنان شوقــا لفـاها |
أحيت في الصدر صبـابة |
جمر الهوى أحرقهـا ورماهـا |
أراها خلف الخمار جميـلة |
سما الجمـال بدفئهـا وبهاهـا |
تلفها من الليل البهيم عباءة |
لعب الهـوى بهـا وسبــاها |
إذا تبسمت عانقهـا الخمار |
وقبـل نسيجه الحـاني شفاهـا |
وإذا تكلمت فقيثارة تغـني |
سويدائي اللعوب تروي غنـاها |
ملأت صفحات العين صورا |
فضـاق رحابهـــا بسواهـا |
وشب للشــوق نار تستعر |
قلبي الولهان يصلى لظــاهـا |
ظمآن أنا تفجرت العيون له |
فغاص في مداه البعيــد مداها |
أراها بهجير الحيـاة نسمـة |
شق لظــاه سحرهـا وهواهـا |
هـز همسها الحنون نبضي |
فـروى بعضي لبعضي نداهــا |
وماجت في شراييني نشـوة |
من أقصى نفسي إلى أقصــاها |
ما حيلتي وقد هاجت ثـورة |
كلما أخمدت واحدة شب سواهـا |