الطيور تهاجر إلى يدك اليسرى
و في مواسم العودة
تمارسُ مواطنتها في يدك اليمنى..!
...
في احاديثنا التليفونية تنهض دموعي متذمرة من منبعها لتصنع أنهارها الصامتة ,
و تصنع ذاكرتي الطفولية مركب ورقي لعله يوماً يُبحر في احد أنهاري و يصلُ إليك

معك عرفتُ كيف تتمردُ الذكريات , لترسمَ خط الأحلام
معك تعلمتُ أن الحياة ليست تقليدية إنما نظرتي من فعلت

معك
تأملت غرس الورود على السماء
تعليق النجوم في الأرض الأسفلتية
ممارسة السباحة في بحار الشمس

فعلتُ كل ما لم يحدث من قبل
..

لعلك تُحبني \ لعلك تحاول الصعود إلى روحانية العشق
لكن ما أجزم بهِ أنك استطعتَ أن تصل لاتفاق بينك و بين هواجس حريتي
قبلك كنت أهرب سريعا من قضبان الأقفاص .. من الابتسامات المتقربة .. من باقات زهور رائعة و باردة
من كل مؤمرات التخلص من حريتي

لكن معك حلقتُ في مجرتك .. خلقتُ لك أقماراً و شمساً و ألف كوكباً ..
فردتُ أشرعتي في محيطاتك و قفزتُ من أعلى جبالك
لأسقط في عينيك
ليراني كل من ينظر لهما ..
فلا انعكاسات لآخرين بعدي ..!
..


كل العلوم الأرضية و كتب علم الإجتماع و كتب العشق لا قيمة لها معك
لأن ما حدث \ يحدث من يوم أن قابلتك , لا يندرجُ تحت أي مسميات معروفة
فكيف بربك نفضل الصمت و كل منّا في منفى عن الآخر؟
نفضل أن يُحدّث كل منّا شبح الآخر عن المحادثات الحقيقية ..!
نكتبُ الرسائل في زمن لا يعترفُ سوى بكلماتٍ باردة على شاشات ملونة
نقتسمُ الكتب و الدواوين و الأفكار .. و لا نقتسم الفراش
نوقظُ العنقاء والنيران من رمادهم .. و نطفئ رغباتنا ..
نخبزُ أرغفة الحرية و نوزعها دون شروط و لا نتذوقها ..
نحررُ العصافير و الماء و الشجر و نبني أسوارا حولنا ..
نتبادلُ الجنون الممطر بالأحلام في البُعد لنمارس العقل في القرب..
نُخبر الجميع أن الحياة لا تحمل أي وقت للتردد
لنصمت كطفلين خائبين لم يذاكروا كلمة قرار ..
نُعلن عن كل قصص التي تشبه الحب التي مرت بنّا
ثم نتوارى في سرداب تحت الأرض السابعة
لنقف ألف دقيقة حداد لأن الخرس أصابنا عن الحقيقة الوحيدة ..

حُبنا ..!
...
و
أحبك