لغز الشعوب التي لا تعرف كيف تعلن وفاة قادتها!!!


توفي اثنان من قادتنا خلال شهر رمضان وهناك العديد في طابور الانتظار فالموت حق علي كل انسان زعيما كان او انسانا بسيطا ولكني لم استطيع أن أفهم لغز الشعوب التي لا تعرف كيف تعلن وفاة قادتها ...
شعوب تعيش في منطقة تمتد جغرافيا في قارتين ويسكنها اكثر من مائتي مليون انسان يدعون أنهم خير أمة أخرجت للناس وتفجرت الارض الجرداء فيها بثروة مهولة من الذهب الاسود لم تهبط علي اي شعب آخر في التاريخ .. تفجرت هذه الثروة منذ ما يقرب من قرن وحتي الآن ..ورغم ذلك:
في هذه المنطقة الشاسعة من العالم توجد اكبر نسبة امية في العالم ومتوسط عمر الانسان من اقل معدلات العالم ويعيش اغلب سكانها تحت حافة الفقر حسب كل المعدلات العالمية .
وهؤلاء الملايين من البشر يستوردون معظم ما يستهلكون سواء كان غذائهم او لباسهم او وسائل تنقلاتهم او حتي الادوات التي يقيمون بها شعائر مناسكهم من بلاد ينعتونها بالكفر وينعتون سكانها بالمشركين .. بل ويستوردون البشر الذين يحافظون علي اطهر وأقدس اماكن عبادتهم نظيفا .
يهرب الفرد من القهر فيها الي بلاد أخري ليتمتع فيها بالرخاء والحرية والمساواة فيكون اعترافه بالجميل بعد ان يشبع ويسمن هو تفجير اهلها وقتلهم ثم التهديد بفتح هذه البلاد وضمها الي البلاد التي هرب منها أصلا ..
وفي وسط هذه الجحافل من البشر نجد بضعة ملايين يغتصبون قطعة ارض غالية منا فيتغلبون علي عشرات الملايين حولهم ويحولون الارض التي اغتصبوها الي بلد تنتج كل شيء من الغذاء الي السلاح ومستوي دخل الفرد فيها أعلي من اي دولة تفجر فيها الذهب الاسود .. بلاد يتغير فيها الحاكم كل عدة سنوات ويحاسبه شعبه علي كل مليم يصرفه .. بينما حاكم وقائد الشعب الذي اغتصبت ارضه عاش محاصرا مي بضع غرف ثلاثة سنوات ولم تستطيع عشرا الملايين ان تفعل له شيئا .. وحتي الموت أصبح حائرا معه ومعنا.. بينما تعيش زوجته الشقراء برفاهية تحسدها عليها السيدة الاولي لاغني دولة في العالم بل وتتخلي عن جنسيتها التي ناضل من أجلها ولا يستطيع أحد ان يسالها لماذا ومن اين لها هذا .
.. وحتي عندما فارق القائد المناضل البطل الحياة بعد عمر مديد..لم يستطيع شعبه ولا اعضاء حكومته ان يعلنوا وفاته لان اجهزة الانعاش في الدوله الكافرة التي بعثناه اليها تحافظ علي دقات قلبه وتنفسه رغم موته دماغبا و لان زوجته مازالت تبحث عن حل ترث به أموال شعبه ..و فقيه الدولة مصمم انه لايجوز شرعا وقف الاجهزة الكافرة التي تحافظ علي دفء جسده . بينما اطفال شعبه يموتون لنقص الدواء وابسط أجهزة العناية المركزة .
شعب ارضه مغتصبة وحقوقه مهدرة ولا يستطيع حتي اعلان وفاة قائده ويأخذ الاذن من عدوه اين يدفن ورغم ذلك تركه المجاهدون من كل البلاد المسلمة المحيطة يه ليجاهدوا في بلاد الافغان ضد الكفرة من الشيوعيين والروس علي بعد آلاف الاميال وتعلوا الاصوات المتاجرة بقضيته دون ان تطلق رصاصة من كل مجاهدينا الاشاوس من خارج فلسطين نحو صدور من اغتصبوا منا الارض ..بل ويعيش بعض من هؤلاء المتاجرين في بلاد الانجليز مستمتعين ويحرضون اهلهم في الوطن علي الموت ليستمتعوا هم مع نساء الانجليز .
.. شعوب تتبرع بملايين الدولارات لشراء الاسلحة لزعماء الجهاد في بلاد الافغان وبلاد الشيشان بينما تضل الدولارات طريقها الي فلسطين والي اطفال فلسطين لتذهب الي باريس واشهر محلات الموضة فيها .. كما ضلت دولارات الذهب الاسود طريقها لتذهب الي مصارف الدول التي نتهمها بالكفر والشرك لتقوم بالتنمية وخلق الوظائف في هذه البلاد بدلا من بناء المصانع والمزارع في بلاد الاسلام والمسلمين.
أنه لغز محير لايستطيع عقلي القاصر ان يفهمه ..لماذا يستطيع بضعة ملايين محشورين في قطعة محدودة من الارض تفتقد الي كل الثروات الطبيعية ان يتغلبوا علي مئات الملايين من البشر حولهم ممن يعيشون علي ارض تتفجر بالموارد الطبيعية وتمتد من المحيط الهادر الي الخليج الثائر.
لماذا بضعة الملايين من ابناء ؟؟؟؟ كما نسميهم ..يتغير حاكمهم ويموت مثل عامة البشر.. ويحاسبونه علي كل صغيرة وكبيرة وكل مليم من ميزانية دولتهم اللقيطة .. بينما حكامنا وملوكنا الاشاوس يعتبروننا والارض التي نعيش عليها وما في جوفها ملكا خاصا لهم ولابنائهم وزوجاتهم وحتي عندما يموتون لا نعرف كيف نعلن وفاتهم حتي وصل الامر الي تزوير الجنازات ليضحك علينا العالم أجمع .
لماذا هؤلاء الملايين الخمسة قادرين علي انتاج غذائهم وسلاحهم .. ومستشفياتهم هي من افضل مستشفيات العالم ولا يحتاج قادتهم السفر الي الخارج للعلاج ..بينما و نحن عشرات الملايين غير قادرين علي انتاج ماركة واحدة من اي آلة حتي لو كانت فانوس رمضان ولا نجيد غير تجميع ما ينتجه الآخرون .. و مستشفياتنا غير صالحة لعلاج السادة منا كما لو كانت أمراضهم هي من نوع مختلف عن امراض عامتنا .. أمراض لا تستجيب الا لعلاج من نسميهم الكفره والمشركين .
ثم نسأل انفسنا ونحن لا نستطيع حل هذا اللغز البسيط لماذا تتكرر هزائمنا ونكساتنا ..و حتي نستطيع حل اللغز ونجد حلا مختلفا عن الحل القندهاري او الفلوجي او القومجي الحنجوري .. عندما نجد حلا مناسبا للقرن الواحد والعشرين وليس القرن السادس ونعرف كيف ومتي نعلن موت قادتنا عندما يتوفاهم الله مثل باقي البشر .. فلنسترخي ونستمتع بهزائمنا .. واللغز سيظل لغزا لأن الشعوب فقط هي من تستطيع ان تحل لغز تخلفنا وهواننا وهزائمنا ..
الشعوب فقط هي من يجب أن تعرف من يخدعها ومن يعمل لمصلحتها .. والشعوب فقط هي من يجب ان تفرض الحاكم الذي ترتضيه ونظام الحكم الذي تريده .. قد يكون لي كفرد من هذه الشعوب رايا في نظام الحكم بل ونوع الثقافة التي يجب ان نتبناها .. ولكن في النهاية انا أمثل نفسي او البعض ممن يوافقونني علي رأيي واترك للقراء الحكم علي .
.. ولهذا دائما أطالب شعوبنا واتوسل أليها ان تصبر علي من هم مثلي وعلي غيري وتستمع اليهم كما يجب ان تصبر علي كل صاحب رأي او مشروع سياسي وثقافي مهما كان رايه غير مالوف طالما يعبر عن رايه سلميا ولا يحرض علي العنف .. ثم تحكم في النهايه وتختار .. فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها حل اي لغز او اي قضية ..هذه هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الشعوب ان تملك بها مستقبلها .
أما ان تركت الشعوب مصيرها في يد قلة تصادر حق الآخرين في طرح البدائل لاي مشكلة .. أن تركت الشعوب مصيرها في يد قلة تصادر حق الآخرين في ابداء الراي باتهامات العمالة والكفر والعمل علي هدم التراث والهوية الي آخر هذه الحجج التي يستعملها اي مستبد ليقهر بها الآخرين ويصادر حقهم في الحرية فلا أمل.
ان حل اي لغز يكمن في وجود البدائل والطرق المختلفة التي تؤدي الي الهدف المنشود والشعوب في النهاية هي من يجب ان تختار الطريق الافضل لها وتستطيع تغيير هذا الطريق ان لم يوصلها الي غايتها
.. و كلمة اختيار لغويا وعقليا ومنطقيا تعني التعددية .. كيف نختار ..أن كان هناك زعيما واحدا ونظاما واحدا وطريقا واحدا يجب ان نسير فيه .. أن الاختيار يجب ان يكون بين عدة بدائل أليس كذلك ؟.. أم أنني أخرف
ولكي أوضح ما أريد أن أقول دعوني اوضح من وجهة نظري كيف تستطيع الشعوب ان تحل اللغز من خلال تعاملها مع اهم قضيتين في عالمنا الآن من وجهة نظر الشعوب وهما قضية العراق وقضية فلسطين .. لنصل في النهاية الي القضية الاهم من وجهة نظر العبد الغلبان.
ان ما يحدث في العراق الآن وكل المآسي التي تحدث فيه ومايبدو للكثير منا ألغازا لن يستطيع ان يحلها الا الشعب العراقي نفسه و ليس اي شعب آخر سواء كان عربيا أو غربيا,
أن الشعب العراقي هو الوحيد القادر ان يعرف من هو المقاوم ومن هو الارهابي .. هو الوحيد الذي يستطيع ان يعرف من الذي يعمل لمصلحته ومن يعمل لمصلحة نفسه .. والشعب العراقي هو من يجب ان يقف في وجه كل من يتاجر بمستقبله .. لن يستطيع اي ارهابي ان يهدد الامن والاستقرار في العراق ان وقف الشعب كله ضده .. ولن يستطيع أي محتل ان يبقي يوما اكثر مما يريد الشعب العراقي .
أن الشعب العراقي هو من يستطيع ان يفرض الامن والاستقرار ويفرض علي الجميع رايه .. ويفرض علي الجميع الحكومة التي يريدها ونظام الحكم الذي يريده بصرف النظر عما اريده أنا أو غيري وعما يريده باقي العرب وعما تريده أمريكا أو أيران أو أي دولة أخري .
فأن لم يستطيع الشعب العراقي ان يفعل ذلك .. فسيتحول العراق الي ارض تجارب تتصارع عليها الدول الاخري بل وكل اتباع اي منظومة سلفية كانت ام غيرها ..مستوردة من الجارة أيران الشيعية أو الجارة السلفية أو الجارة القومية البعثية أو مفروضة من قوات الاحتلال الامريكية.. لابد ان يقرر الشعب العراقي مصيره بنفسه والا البديل كما يلوح في الافق هو الحرب الاهلية والتفتت الي دويلات عرقية ومذهبية ,
والشعب الفلسطيني هو من يجب ان يقرر مصيره بنفسه بعيدا عن كل المزايدين والمتاجرين بقضيته .. الشعب الفلسطيني هو من يجب ان يختار قيادته البديلة لعرفات ويفوض هذه القيادة باختيار طريق الحل لمأساته التي اوشكت ان تكمل القرن من العمر .. وما علينا جميعا ممن نسمي انفسنا الاشقاء العرب الا أن نساند اختيار الشعب الفلسطيني .. أن اراد الحل العسكري لقضيته علينا ان نمده بالسلاح والاموال وبالمقاتلين ان تطوعوا وقبلهم الشعب الفلسطيني .. وأن ارأد الحل السلمي التفاوضي علينا الا نزايد عليه ونقوي من أمكانياته التفاوضية بما نملك من وسائل ضغط اقتصادية وسياسية .
أما باقي الشعوب العربية وهي القضية الاهم في نظري فهي من تستطيع حل كل ألغازها من قهر واستبداد الحكومات وسيطرة القلة علي الثروة والسلطة .. ولكن لن يكون هناك حل لأي لغز الا أذا كانت هناك بدائل متعددة ,, لن يكون هناك حل لاي لغز الا أذا تبنينا ثقافة التعددية .. وهذا ما قصدته أن الحل لن يكون أبدا في الحل القندهاري أو الفلوجي او القومي الحنجوري .. لآن كل هذه الحلول تقدم بديلا واحد و تعتبر كل ما عداه هو كفر وعمالة و يصب في مصلحة الاعداء من كل لون وشكل ودين حتي اصبح ان العالم كله أعداءا لنا.
فليسامحني الجميع علي صراحتي ولكن الحل هو في يد الشعوب وان رأت هذه الشعوب انه ليس بالامكان احسن مما كان ,,فهذا حقها ان تظل مستمتعة بما هي فيه وليس لنا ألا أن نصرخ ويضيع صراخنا هباءا .. ونظل لا نعرف كيف ننتج فانوس رمضان و يفرض علينا شيوخنا وزوجاتنا تعريف موت قادتنا بعد ان يتفق ورثتهم علي كيفية تقسيم الثروة والسلطة وعندها يصبح نزع أجهزة التنفس الصناعي شرعيا.
ارجو ان تسامحوني وتعتبروني مخرفا فقد اصبت بمرض اسمه الصراحة يسبب لي المشاكل لي ولكل من حولي ..


عمرو اسماعيل