منذ علمت بالنبأ وأنا انتفض غضبا ورعبا
واسمحوا لى أن أوضح لكم الموقف لتشاركونى غضبى وتشعروا برعبي بعدما تدركون أسبابه

الحادث كما نشرته وسائل الإعلام أن دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا ( انتبهوا دبابة ) اقتربت من الحدود المصرية حتى أصبحت على مسافة عشرين متر من الارضى المصرية ثم أطلقت طلقة من مدفعها تبعها سيل من الرصاص على مصر فى اتجاه ستة من جنود الشرطة المصرية يقومون بواجب الخدمة داخل الاراضى المصرية
فقتلت ثلاثة منهم هم الشهيد / هانى على صبحى
والشهيد / عامر أبو بكر عامر
والشهيد / لم يعرف اسمه بعد !!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟
حسب ما نشرته جريدة الأهرام المصرية فى عددها الصادر اليوم 19 / 11 / 2004

والآن اغضبوا معى
طبقا لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية تقع المنطقة ( د ) داخل إسرائيل وتمتد من خط الحدود الدولية مع مصر لعمق أربعة كيلو مترات ( 4000 متر ) داخل إسرائيل ولا يسمح فيها إلا بتواجد 4000 جندي من رجال الشرطة وحرس الحدود الاسرائيلى ومعهم 180 عربة مدرعة ( وليس دبابة ) فقط

والآن
كيف اخترقت هذه الدبابة الإسرائيلية المنطقة (د) دون أن تكتشفها القوات المصرية ودون أن تستعد لمواجهتها ؟؟؟؟
وماذا إذا كانت ألف دبابة ؟؟؟
وهل يمكن أن نتصور أن طاقم هذه الدبابة الإسرائيلية يمكن أن يقترب من حدود دولة أخرى مخترقا اتفاقية دولية دون أوامر من قيادته ؟؟
وهل يمكن أن نتصور أن طاقم هذه الدبابة الإسرائيلية يطلق النار على دولة أخرى دون أوامر وهو يعى جيدا أن تصرفه يمكن أن ينتج عنه اشتعال حرب ؟؟
ولماذا لم يقم باقى الجنود المصريين بالرد على النيران ؟؟خاصة أن طلقة الدبابة اتبعها وابل من طلقات الرصاص وهو ما يعنى انه كان يرافق الدبابة أفراد من الجيش الاسرائيلى فلا يمكن أن تسير دبابة وحدها وكان الجنود المصريين فى حالة دفاع عن النفس ؟؟
أم أن هؤلاء الجنود من رجال الشرطة غير مؤهلين للتعامل مع مثل هذا الموقف ؟؟ومن المسئول عن هذا ؟؟

ثم نصل إلى الفكاهة والنكته المصرية
تصل ثلاث جثث لثلاثة جنود مصريين إلى المستشفى المصري حيث بتم تشريح الجثث وتصدر وزارة الصحة المصرية تقرير يتضمن الصفة التشريحية للجثث وتنشره جريدة الأهرام المصرية
وفيه تنشر اسم اثنين من الجنود وتعلن أن الثالث لم يتم تحديد اسمه بعد ؟؟؟
ترى متى سنعرف اسم الجندي المصري الذي كان يقوم بتنفيذ واجب الخدمة على الأرض المصرية واستشهد وهو يؤدى واجبه ؟؟
هل هذه هى الجدية التى نواجه بها الجيش الاسرائيلى الذى اخترقت دباباته خطوط اتفاقية السلام حتى وصلت إلى مسافة عشرين متر من الاراضى المصرية وأطلقت النيران على الاراضى المصرية لتقتل ثلاثة من الجنود المصريين بدون اى رد فعل مصري سوى كلمات الاستنكار والاندهاش !!!!!
ترى لو لم تتوقف هذه الدبابة ……..
ترى لو كانت ألف دبابة ولم تتوقف واستمرت فى تقدمها
ترى متى كنا سنعرف وننتبه أن الدبابات الإسرائيلية اخترقت مصر ؟؟
هل كنا سنعرف ذلك عندما تجبرها زحمة المواصلات فى ميدان التحرير بالقاهرة على التوقف ؟؟
أم كنا سندرك ذلك عندما نرى جنود جيش الدفاع الاسرائيلى يتناولون إفطارهم فى مطاعم الحسين ؟؟
ما حدث اخطر من أن يمر بهدوء
إنها مصر

إسرائيل لا تحترم إلا منطق القوة
وما حدث اختبار لرد الفعل المصري بدا بإطلاق طلقات رصاص الأسلحة الصغيرة على مبانى رفح
وكان الصمت المصرى !!!!
فانتقل الاختبار إلى إطلاق الرصاص لإصابة الأفراد فى رفح وتكرر ذلك أكثر من مرة
واستمر الصمت المصرى !!!!
والآن وصلنا إلى طلقات الدبابات
ومع الصمت المصرى الذى ستعتبره إسرائيل ضوء اخضر لها لتستمر فى تصعيدها
أتصور أننا سنصل إلى قذائف الطائرات قريبا أو إلى اقتحام خط الحدود بدعوى مطاردة إرهابيين مثلا !!!
ترى متى ندرك أن الخط الأزرق بالعلم الاسرائيلى يعنى النيل فعلا ؟؟وأنهم جادين فعلا فى ذلك ؟؟
أيها الجالس فى سماء القاهرة أو أسوان أو شرم الشيخ أيا كان مكانك
إنها مصر
أنت رجل عسكري وتعرف جيدا مغزى ما حدث
لن تجد ما تورثه لابنك

والآن اسمحوا لى أن أصحبكم إلى عالم الخوف والرعب الذى أعيش فيه
بداية أنا لا أخاف من ولكني أخاف على
فانا لا أخشى إلا الله أما من دونه فلا يملكون لى ضرا ولا نفعا
ولكني أخاف أن تنجح أمريكا فعلا فى القضاء على الإسلام ونحن فى غفلتنا غارقين
أخاف على هذا الوطن الذى اعشق كل حبة رمل فيه
أخاف على أبناء هذا الوطن الذين أرى الأمل يملأ قلوبهم فى غد سعيد
ولانى أحاول أن اعرف
ومع كل معلومة جديدة يزداد خوفى ورعبى على كل ذلك
فى احد الأيام نشرت كلمات باسم يحكى أن
سأعيد نشرها عليكم هنا
ولكنى أرجو أن نتساءل جميعا بعدها
هل ستعطينا أمريكا الأسلحة التى قد تمكننا يوما من قهر الجيش الاسرائيلى وإيقاف تقدم جحافل دباباته إذا انطلقت ؟؟
أسف فلا يمكن أن أظل خائفا وحدى
اغضبوا واشعروا بالخوف فهذا أوان الغضب ويجب أن نشعر فعلا بالخوف
جمال النجار