( المواجهة بين طهران وواشنطن إلى أين ..)
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ

اشتدت وتشتد المواجهة المباشرة وغير المباشرة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي وإصرار إيران على مواصلة خطواتها نحو تخصيب اليورانيويم وممارسة حقها المشروع في امتلاك القوى النووية . الأمر الذي أقلق ويقلق واشنطن وحدها , والتي استثارت حلفائها للوقوف بجانبها في وجه الإرادة الإيرانية , وتوقيع المزيد من العقوبات عليها , ومحاولة عزلها عن العالم .
وبرغم كل ذلك لم تتوقف عجلة التجارب الإيرانية لتصميم وإنتاج الأسلحة الدفاعية والهجومية لمواجهة أي فعل قد تقوم به أمريكا. ويعرف المجتمع الدولي أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها لا تستطيع مواجهة إيران أو أي دولة ذات كيان في العالم إلا بمساعدة حلفائها .
وفي مقال سابق أشرت إلى هذه العزيمة الإيرانية التي تسابق الزمن لامتلاك القوى النووية لمواجهة أعدائها , وتكون لها كلمة في العالم .
إن أمريكا لا تخشى على نفسها من إيران بقدر ما تخشاه على إسرائيل , فسقوط إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط هزيمة لأمريكا وضياع لهيمنتها على المنطقة . لذا تقف الولايات المتحدة الأمريكية داعمة بكل ما لديها من قوى لإسرائيل , فإسرائيل هي أمريكا , وأمريكا هي إسرائيل . ولماذا لا تتجرأ أي دولة في العالم بالضغط على إسرائيل لخفض أو نزع ترسانتها النووية , وهذا لن يحدث , لإن العالم يعرف أن أمريكا هي إسرائيل , وإسرائيل هى أمريكا.. إذن هي الخدعة الكبرى للعالم الذي قد يستجيب لأمريكا في دعوتها بتخفيض الرؤوس النووية ..!!
إن إسرائيل تعد أكبر مخازن الأسلحة النووية لأمريكا في الشرق الأوسط , يمكنها من استخدامه في أي وقت .
إن ما تفعله كوريا الشمالية وإيران في مسيرتهما لامتلاك القوى النووية , لهو الغاية لرؤية الخائف من القوي الغادر . سيقول البعض ويزيد عن التوازن النووي في العالم , وهذه الحجة الكبرى التي تتخذها الدول النووية , حتى تتمكن من تقسيم العالم فيما بينها , وتسعى في الوقت نفسه السيطرة على الدول العربية والإسلامية التى تمتلك القوى النووية , والسؤال : لماذ لا يعمل العالم كله على نزع السلاح النووي المدمر للبشرية .. ؟!
إن أمريكا لا يهمها سوى أمريكا , والراجح بل المؤكد أنه لا يستبعد أن تستخدم هذه الأسلحة النووية ضد أي دولة في العالم . فقد تعاملت من قبل بمنطق الغاشم مع اليابان , عندما حققت اليابان بعض انتصارات عليها , فقامت بضرب ( هيروشيما وناجازاكي ) بالقنابل الذرية , فأين أدب الحرب وأين الرحمة للبشرية ..؟!
إن أمريكا لا ولن تقبل الهزيمة , كما رفضتها من قبل , ولن تتوانى عن استخدام هذه القوى النووية المميتة لتحقيق النصر , ومن يستطيع الرد على أمريكا سياسياً وهي صاحبة الفيتو واليد الطولى ..
وهل المنظمات الدولية المتواجدة للحفاظ على السلام العالمي تستطيع فر ض عقوبات على أمريكا كما تفعل مع الدول العربية والإسلامية , فأمريكا ضربت العراق وما زالت تضربها , وضربت أفغانستان ومازالت تضربها , فأين دور هذه المنظمات من ذلك .ز؟!
وعلى الجانب الآخر إسرائيل تضرب لبنان وغزة في أي وقت شاءت , وما زالت تحتل الجولان السوري , ومزارع شبعا اللبنانية أمام أعين كل المنظمات الدولية , أم أن هذه المنظمات الدولية متواجدة من أجل الضغط على الدول الضعيفة فقط ..!!
الحق أقول .. لماذا لا تسعى الدول العربية هي أيضا لامتلاك القوى النووية مثلها مثل أمريكا والدول النووية الأخري . سيقول البعض .. الفوض النووية .. وهي شماعة هذه الدول , ومن يضمن عدم استخدام هذه الدول لأسلحتها النووية في الحروب ..؟!
وإسرائيل لا ولن تفرط كما قلت سابقاً في قيد أنملة سيطرت عليها واحتلتها إلا بقوة رادعة لها , هكذا تخضع إسرائيل ..!!
إن يوتوبيا اليهود ترمي إلى أبعد من فلسطين , ولن يجدي معهم غير القوة التي تجبرهم للإنصياع والإنضباط وعدم التطاول , ومن يملك قرار الردع إلا الذي لديه هذا السلاح الأقوى للردع .
إن إيران تسعى جاهدة لتصميم أسلحة متطورة تواجه بها التفوق الأمريكي , فما هو سعي العرب لردع أي عدوان وارد للنيل من أرضهم وبلادهم ..!!