( حين يصمت الخائنون .. تتكلم الأحذية ) .. نبيل مصيلحي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ

جاء من بلاد بعيدة يرتدي قناع النبي , يظن أنه هو المبعوث من السماء لهذه الأرض , ولينصب ميزان العدالة في هذه البلاد .. حسب ما أعده من سيناريوهات مسبقة , جاء الدور على تلك البلدة , من قبل سبقه جنده مدججين بالسلاح , أتوا من البر والبحر والجو , أطاحو بكل ما يتنفس وما لا يتنفس , لم يميزوا بين طفل وامرأة , وما بين مسلح وأعزل , وما بين بيت وجامع وكنيسة , لم يعرفوا سوى ما جاءوا من أجله وهو , تدمير الحياة والتاريخ وهوية هذه البلدة والبشر التي فوق أرضها .
أصبح مسرح الواقع بعد هبوط الجند فوق الأرض تراجيديا إنسانية ملونة بألوان الدماء , فتك برأس النظام , عمت الفوضىفي كل مكان , احتل الجنود كل الجهات , أخذ يمتص بأنابيب الطمع زيت الأرض , ملأ أوعيته اليومية والاحتياطية , تغيرت ملامح الحياة , اعتلى المنبوذون النظام , حطت الغربان على أغصان شجرة الواقع , فجردتها من خضرتها , أمسك الظلام بصولجان الحكم , لم يدرك جيران هذه البلدة من أصحاب ( الضاد ) هذا القادم من بلاده البعيدة وما جاء من أجله , أو لعلهم يدركون , ألزموا أنفسهم الصمت, أطبقوا على الكلام شفاههم بمغاليق الخنوع .. يا له من صمت خئون ..!! منحو ا الغريب صك التواجد على أرض هذه البلدة , لم يدركوا أنهم جلبوا لديارهم الثعابين , وتعانق الوافدون من الثعابين وزحفت هنا وهناك تنفث السموم في كل ما يتنفس , فيموت , وتتأهب للزحف إلى البلاد المجاورة , لحين يبدأ تنفيذ السيناريوهات الأخرى .
دخل المقنع قاعة الحفل , وقف يعلن على الملأ ما يظن أنه سيحقق العدالة ,ظن أنه سيقابل بالورد , وهو مزهو بنفسه ينطق بالهوى , فإذا بالصحفي الــ ( منتظر ) يخلع حذاء قدميه خلسة , ويقذف المقنع بالواحدة تلو الأخرى , ليعلن للكون أن الأحذية يمكنها أن تتكلم حين يصمت الخائنون . .!!

</b></i>