قد كنت لي في الهوى زهر البساتين
وكنت لي جنة بالحب تغريني
وكنت نهري إذا ما جف لي شجر
يأتي إليه فيحيه ويحيني
وكنت لي كنسيم الصبح ينعشني
وكنت لي جدولا يسقي رياحيني
وكنت شمسي إذا ما البرد عاصفني
بالدفء والحب والأحلام تأتيني
في طولك الحور باتت في مدامعها
وفي بياضك بات الدر في الهون
وفي رضابك لا نيل ولا بردى
يروى العطاشي فهيا هات وارويني
الخوخ يكسف من خد ومن شفة
ومن هضابك بالرمان داويني
فالكون قحل بلا أنثى أكون بها
وبي تكونين وردا في رياحيني
والأرض دونك صحراء يزوبعها
ريح بها الصر من حين إلى حين
لولا الغزالة في بيدائنا لغدت
وهم به الخوف أو كابوس مجنون
لولاك أنت لكان الموت أفضل من
عيش بدونك يا أزهار تشرين
لجف نهري وأشجار الهوى يبست
ومات حرفي وجمرا صار يكويني
كوني الربيع وكوني دفلتي فأنا
أهواك حقا وأدري أنت تهويني
كوني على قمتي ثلجا أذوب به
من حر شمس الهوى يا أنت غطيني
حتى أرى النبع من سفحي يسير كما
بين الزهور مشى سير الثعابين
حتى يساقين أزهارا معطرة
وبعد شربك يأتي كي يساقيني
يا طفلة العشق مالي غير ساحلها
إن أظلم الكون بالأنوار يهديني
وليس لي عند برد الثلج غير به
حضن وثير على بردي يدفيني
منك البيان ومنك الحرف لو عزفت
أنامل الكون ألحانا تناغيني
منك الأمانيّ كانت لا تفارقني
يا أول الحب في حزني تمنيني
أنت السواقي إذا ما جف لي شجر
تأتين بالخير تحيي الحب في طيني
غيابك الموت ما إن غبت يحضرني
فلا تغيبي وكوني غصن زيتوني !