أبيات مختارة من قصيدتي "رثاء العلم"



يا أيها القوم إن الصمت قد غلبا وضاع منبركم والصوت قد ذهبا
تلك المنابر ما ضاعت بل انهدمت إذ الحديد بها قد أُبدِل الخشبا
وعندنا الجيل ما صان البنا أبدا ولا استقام على الأخلاق بل هربا
والحال أصبح مر الطعم نلثمه والنار تغرس في أحشائنا اللهبا
قد كان منبرنا بالنور متقدا يهدي الأنام لدرب العلم لو خطبا
كانت دمشق غدير العلم منهله روّت بقاع الدنا,, سادت بهم أدبا
بنو أمية فيها أشعلوا قبسا فالنور قد ملأ الآفاق ما نضبا
أما العراق فقد كانت جوانبها بالعلم تمطر,, ما أبهى بها السحبا
والعلم أزهر في الصحراء منبثقا فالجنة انتشرت فيها لمن رغبا
وساد أهل البلاد الأرض أجمعها خير الرجال,, سل التاريخ ما كتبا
سادوا وقد حملوا الأسياف في يدهم وفي العقول أيادٍ تحمل الكتبا
والآن أسألُ عن أحوال أمتنا فالجهل مزقنا مذ جاء مغتصبا
من يوم أن جاءنا المحتل مغتصبا نام الضياء على الآفاق مغتربا
عدنا إلى الخلف آلافا مؤلفة والغرب يسبقنا والضعف قد غلبا
ونحن نجلس ما شُدّت عزائمنا ولا أرى همما تستنهض العربا
الآن أصبح قيد الجهل مفخرة وأصبح الآن حال العلم مضطربا
فالعلم يُطلَب لا للعلم واآسفي لا يُطلَب العلمُ إلا إن جنى ذهبا
وعالمٍ قد رمى بالعلم يركله لا يعمل المرؤ في العلم الذي اكتسبا
والبعض يرفض إغناء الثقافة قد ظنّ المدارس تغني النشأ ما رغبا
أضحى الكتاب كما الأثقال في يدنا لو همَّ في حمله تلميذنا تعبا
والجيل يترك أخــــــلاقـــــــا قــــــــــــــد انــــــدثرت يا ويحه أي درب ســــــــــــــــــــــــــــــــــــار أو ركبا
أيترك الــــــــــبــــــــرّ والأخـــــــــلاقَ منســـــــــــلخا باسم الحضارة يرمي المرؤ ما اكتسبا!!
لا يأخذ الجيل من غرب ذوي حضر إلا الفســــــــــــــوقَ وسوءَ الشكل والطربا
ليــــــــــس النجاح شــــــــــــــــــــــــــهادات نزينها فمن رمى جانب الأخلاق قد رســـبا
كنا فوارس خير الخيل لو رُكبت والآن نتركها,, هل نمتطي الذنبا؟!
إن الطريق إلى العلياء مبدؤه عند الرجوع إلى أخلاقنا نسبا
بعد التمسك باللهِ وشرعته ولنتق الله في علم قد اكتُسبا
ثم التوحد في أقطار أمتنا يلي التحرر من كف الذي غصبا
ولنُعمل الجهد في توحيد طاقتنا لنملأ الكون أضواء بما رحُبا
ووجهوا النشأ للأبواب أجمعها من العلوم من الآداب لو طلبا
دعوه يبدع فيما ينتقي فلقد رأيته مبدعا في درب ما رغبا
ولنتقن الصنع في العلم الذي معنا ولنسأل النفس ولنبدي لها العتبا
يا أيها القوم خلوا النفس مؤمنة واسترجعوا مجدَكم منكم لقد هربا
إن تتركوا العلم فالغايات ميتة فاستنهضوا العزم حتى نبلغ الأربا
هذي النصيحة فلتجنوا منافعها ما أفلحَ الجمعَ لو في النصح قد ركبا
ولنرجع الحق ولنحيى بعزتنا أو جهزوا كفنا للعلم قد وجبا