توقف أيها الربان


توقف وارحم الأطفال والأزهار والشبان


توقف أين تأخذنا


وأين عساك ترمينا


توقف فالدجى من حولنا يعوي


وطيف الموت يرقص حولنا فاسمع


حبالَ الليل إذ في بئرنا تهوي


لتملأ من مآسينا فم الدلوِ


ألا تسمعْ


كفاك كفاك هذا الطين في الآذان


***


ثلاثون انقضت في البحر لم


نلمس يد الشطآن


ثلاثون انقضت في الشوقِ


منفيون إنا لا نرى الأحبابَ


لا ندري مصير الأهل في الأوطان


ثلاثون انقضت والموج يلطمنا


وتبحر أنت عكس الريحِ


نحو الموت والمجهول والحرمان


ضباب حول مركبنا ولا ندري


إلامَ تركت أسطولا


تشتت فوقه الأبطال والفرسان


وقدت بنا سفينتنا


لتحرس مركب القرصان


لترمي قوتنا في جعبة القرصان


توقف قد سئمنا من مكافاة المُدى


اللاتي أرقن دماءنا بالبر والإحسان


ألا تسمعْ


كفاك كفاك هذا الطين في الآذان


***


توقف أيها القرصان


فدفء شوطئ الأجداد يدعونا


وما عدنا نطيق مضيّنا


نحو الكهوف ولا إلى عصر الجليد


إلى مذابحنا


فبعد اليوم لن تختار من أبنائنا القربان


نسينا عفونا والصبرَ


حطمنا بقصرك آخر الأوثان


نسينا نعمة النسيان


حذارِ فبعدُ لم تبرز نيوب الليثِ


لم تعصف يد الإعصار لم


تضرب يد البركان


فماذا بعدُ تنتظرُ


ألا تسمعْ


كفاك كفاك هذا الطين في الآذان


***


توقف أيها الثعبانُ


لا ترمي لنا العذرا


فهذي المرة الخمسونَ


بعد الألفِ


لن تبقى


لأنك لن ترى فينا ذليلا يلعق الصبرا


فهل نستقبل الأعذارَ


إذ تخفي لنا في جيبها الغدرا


سنرجع لن نضل اليومَ


هذا النور في الآفاق يرشدنا إلى المجرى


تنحى أيها القرصانُ


خذ معك اللصوصَ وخذ


قيود الظلم والعهرا


تنحى يا ظلام الليل إنا نعشق الفجرا


ومهما طال دهر العسر لن يبقي سوى يسرا


ولن يبقى لكم مهما بقيتم بيننا قصر


رياحَ الغضبة الحمراء كم هبت


وكم هدت لكم قصرا


ولن يبقى لكم في صفحة التاريخ من ذكرى


سوى أن خنتم الأحرارَ


أثقلتم ربوع شعوبكم قهرا


سيبقى وحده الإنسانُ


في التاريخ ينقش دمعه ودماءه ذكرا



***


خالد علي عباس



6/2/2011