"]حيرةُ روحٍ انفصالية

عزفَ الفجرُ أناشيدَ الفرحْ
والروابي الخُضرُ كَمْ ذابتْ مَرحْ
وانثنى الليلُ على أذيالهِ
وتوارى بعدما الصُبحُ اكتسحْ
رقصَ الزهرُ على ثديِ الرُّبا
وشذاها في رُبا القلبِ نَفحْ
هذهِ الأطيارُ غنّتْ حولنا
أثملتْني حينما الشادي صدحْ

كُلِّ شيءٍ قد تَغنّي فرحةً
وتمادى كُلًّ أصداءِ الفرحْ
فُتحتْ كم مِن قلوبُ للهوى
وأنا قلبي عَصيٌّ ما انفتحْ

أأنا أرمدْتُ قلبي يا تُرى؟
سَفّهُ الريحُ وأفواهُ الشَّبحْ
أم تُرانيَّ انفصاليٌّ أنا
أرسمُ الزهوَ لعُبّادِ القدحْ
أم أنا أبدو لأوثاني أسىً
رأسهُ في عالمِ الحُزن انطرحْ
تعبرُ الأوثانُ فوقي سلوةً
كأسها في العالمِ الفاني نضحْ

كيف أبقى يا إلهي سُلماً
يعتليني كُل قِزمٍ والقُرحْ
كيف أبقى ثورها المخصيْ هوًى
وهوى الأوطانِ في قلبي مسحْ
كيف يا أمّي رماحٌ غُرِّزتْ ؟
فيكِ ليلاً والمُدى صُبحاً ذَبحْ
تُقطعُ الأثداءُ في عيبانَ، في
صرحِ شمسانَ الأيادي والسُبحْ

كُنتُ يا أمّي هُنا نجمَ الرُّبا
كيف أشرقتُ وفي الليل كَلَحْ؟
كيفَ أرضعتِ شِفاهي حُلماً؟
وأتى الشيطانُ في الصبحِ مَسحْ
لم أعدْ أدري لماذا أبتغي ؟
وهمَ سوّاحِ الملاهي والجُنَحْ
كُلُّ هذا يا تُرى منّي أتى
ألأنّي اِنفصاليٌّ شطحْ؟
[/SIZE]