يَا مَنْ يُشَبِّهُ حَرْفَهُ بقَصِيدِيْ
مَنْ شَرَّعَ التَّشْبيهَ فِيْ التَّسْهِيدِ

أوَمَا عَلِمْتَ بأنَّ حَرْفِيَ مُفرَدٌ
لَمْ يَأتِ غَيْرِيْ فِيْ الجَوَى بجَدِيدِ

أنَا رَبُّ هَذِيْ الآهِ مَنْبَعُ جَمْرِهَا
عَنْ أيِّ رَبٍّ جئْتَ بالتَّقْلِيدِ

كُلُّ الَّذِينَ تَجَرَّأوا فِيْ حُزْنِهِمْ
خَسِرُوا وَعُدْتُ مُتَوَّجًا بقُيُودِيْ

لِيْ ألْفُ مِئْذَنَةٍ تُؤَذِّنُ بالرَّدَى
لَمْ يَأتِنِيْ مَلَكٌ لِيَقْطَعَ جيدِيْ

جَاءَتْ بكَيْدِ الأمْنِيَاتِ تَقُدُّنِي
امْرَأةُ الهُمُومِ، فَقُلْتُ هَاكِ وَزِيدِيْ

لا تُغْلِقِيْ الأبَوَابَ لا تَتَذَرَّعِيْ
لا تُرْهِبينِيَ فِيَ الجَوَى بوَعِيدِ

إنِّيْ امْتَلَأتُ بكُلِّ أوْجَاعِ النَّوَى
عُمْرِيْ رَحِيلٌ وَالفِرَاقُ حُدُودِيْ

وَكَأنَّنِيْ نَبْتٌ لِشَيْطَانِ الفُلاةِ
أبيْ شَتَاتٌ وَالرِّمَالُ جُدُودِيْ

عَنْ أيِّ قَافِيَةٍ سَتَنْزِفُ مِثْلَمَا
نَزَفَتْ حُرُوفِيَ شِعْرَهَا بشَرِيدِ

عَنْ أيِّ شَاظِيَةٍ أتَيْتَ لِتَقْتَفِيْ
أثَرًا كَوَقْعِ الجَمْرِ فِيْ تَنْهِيدِيْ

لا شِعْرَ يُشْبهُنِيْ كَفَاكَ تَمَنِّيًا
أنْ تَسْتَشِفَّ الآهَ مِنْ تَغْرِيدِيْ

أحمد البرعي