الدرس الأول :


علم العروض :

تسميته :

أقرب الآراء إلى الصواب في سبب تسمية العروض بهذا الاسم , هو أن الشعر يُعرض عليه و يقاس على ميزانه ليظهر المتّزن منه من الذي يحوي خللا .
و علم العروض هو العلم الذي يعرف به موزون الشعر من فاسده , ويتناول البحور والتفعيلات و ما يلحق بهما من تغيرات .
و يعود الفضل في وضع هذا العلم إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي .
و قد وجد الخليل أن تفاعيل الأبحر تنتمي إلى أُسَر تربطها ببعضها روابط مشتركة , مثل الأسباب و الأوتاد , أسماها الدوائر العروضية , و هي خمس دوائر :

1 - دائرة المختلف أو دائرة الطويل ,
2 - دائرة المؤتلف أو دائرة الوافر ,
3 - دائرة المجتلب أو دائرة الهزج ,
4 - دائرة المشتبه , أو دائرة السريع ,
5 - و دائرة المتفق أو دائرة المتقارب .

و من هذه الدوائر الهندسية التي وضعها الخليل حصل على عدد من الأبحر , و قد أحصى خمسة عشر بحرًا كتب عليه الشعراء , و أَهمَل عددًا من الأبحر , لم يُعرف أنّ أحدا كتب عليها , لذا سميت بالأبحر المهملة .
و يقال أن الأخفشَ الأوسط تدارك على الخليل في بحر المتدارك , غير أن السِّيَرَ تؤكد أن الخليل قد نظم على هذا البحر .

مصطلحات عروضية

أ – أُطلق اسم بحر على كل وزن يجتمع فيه الأسباب و الأوتاد .
ب – يسمى البيت الواحد يتيما , و يسمى البيتان و الثلاثة نُتفة , و يسمى الأربعة و الخمسة و الستة مقطوعة , و ما فوق ذلك يسمى قصيدة .
ج – تتألف القصيدة من أبيات , و كل بيت من شطرين أو مصراعين , صَدْرٍ و عَجُزٍ , و البيت يتألف من تفاعيل .
د – ينتهي الشطر الأول ( الصدر ) بتفعيلة تسمى العروض , و ينتهي الشطر الثاني ( العجُز ) بتفعيلة تسمى الضَّرْب , و ما عدا العروض و الضرب يُسمى الحَشْوُ .
هـ - إذا استوفى البيت أجزاءه سُمّي تامًّا , فإذا حُذف من كل شطر جزء , سُمّي مجزوءًا , فإن حُذف نصفه سمي مشطورا , و إن حذف ثُلُثاه سمي مَنْهوكًا .
و – إذا اشترك شطري البيت بكلمة , حيث يكون جزء منها في نهاية الشطر الأول , و قسمها الآخر في بداية الشطر الثاني , سمي البيت مُدوَّرًا أو مُدْرَجًا .
ز – القافية , و هي من آخر حرف ساكن في البيت إلى الساكن الذي قبله مع الحرف المتحرك الذي قبله ,
مثال : شوقا إليكم و لا جفَّت مآقِيْنَاْ
فالقافية هي ( قِيْنَاْ ) آخر ساكن هو الألف , و الساكن الذي قبله هو الياء , مع المتحرك الذي قبله و هو القاف ..
ح – الرَّويّ : و هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة , فنقول قصيدة ميمية , إذا كان رويها ميما , و قصيدة عينية إذا كان رويها عينا , ويمكن لأي حرف كان من أصل الكلمة ان يأتي رويا , أما ما كان ملحقا فلا يجوز اعتماده رويا , فإذا قلنا ( علما ) فالأف هنا زائدة , فلا تعتبر رويا , بل تكون الميم التي قبله هي الروي ؛ و على هذا فالضمائر
مثل ياء المتكلم في ( كتابي ) و كاف الخطاب في ( قلبك ) و واو الجماعة في ( علموا ) و هاء الغائب في ( يعلمه ) و هاء السكت في ( يحتججنهْ ) و أحرف المد الناتجة عن إشباع القافية في ( ألا انجلِ ) و التي تقرأ ألا انجلي ,
فكلها لا تعتبر رويا .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ