الدرس الخامس :
ـــــــــــــــــــــــــ

قلنا أن الروي يجب أن يكون من أصل الكلمة حتى نعتمده رويا ,
فمثلا :
خرج الغواني يحتججنَهْ ... و رحت أرقب جمعهنَّهْ

في هذا البيت نجد أن الهاء لا يمكن أن تكون رويا لأنها هاء السكت و هي ليست من أصل الكلمة ,
لذا نرى أن الشاعر التزم رويا قبلها هو النون المفتوحة , فإن قرأنا القصيدة وجدنا أن النون المفتوحة هي الروي المعتمد في القصيدة كلها .

مثلا :
في قصيدة لأبي فراس الحمداني يقول في مطلعها :

يا حسرة ما أكاد أحملها .... آخرها مزعج و أوّلها

فكما نلاحظ أن هاء الغائب لا تصلح رويا , لذا نجد أن الشاعر التزم قبل ( ها ) اللام كروي لقصيدته , و اللام من أصل الكلمة .

و كما لاحظنا في الأمثلة :

ياحبيبي لا تسلني كم أقاسي من نواك

أن ضمير كاف الخطاب لا يصلح أن يكون رويا , لأنها ليست من اصل الكلمة ... بينما كانت الألف من أصل الكلمة .
إذن يغلب على الضمائر أن لا تكون رويا إلا بشروط , كالهاء و كاف الخطاب وياء المتكلم و نا الدالة على الفاعلين , إلا أن تكون من أصل الكلمة .
لكن :
في قصيدة
يا أهيل الحي لا تقسو عليْ ... مدنف قد جئت أشكو ما لديْ

نجد في أكثر أبياتها أن الياء الروي هي من أصل الكلمة , مثل ( حي , كي مصدر كوى , ري مصدر روى , شي بمعنى شيء , .... الخ ) , فإن ورد خلال الأبيات مثل لدي و الياء هنا ضمير فلا بأس في ذلك , لأن الروي في القصيدة هو الياء كما ذكرنا .
و في قصيدة ابن زيدون نجد النون هي الروي لورودها في كثير من الأبيات رويا من أصل الكلمة ,و لا بأس إن ورد في بعض الأبيات نون ليست من أصل الكلمة , لأننا اعتمدنا النون رويا , و لا يشترط أن يتم اعتماد الروي في أول بيت على أنه أصلي أو لا , و يمكن أن يرد بيت واحد في القصيدة يكون الروي فيها أصليا , و هذا يكفي اعتماده , أما لو أن ابن زيدون جاء بالنون غير أصلية في كل أبياته , فنحن مضطرون لأن نعتمد الياء هي الروي , و نترك النون عند ذلك .


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

تمرين رقم – 2 –

أصبحت الآن تعرف رموز التفعيلات الثمانية , و المطلوب :
هات مثالين لكل تفعيلة , مرة تكون كلمة واحدة , و مرة تكون كلمتين , سأضرب مثالا :
فاعلن /0//0 : كاتبٌ /0//0 _ قدْ أتى /0 //0