سلام الله وود ،
قال : جوتيار تمر في نص ( تراتيل مدن تحترق )
كوردستان
18/6/2016
المسافات تجاعيد صدى... صورة مبتكرة مدهشة لا ريب ، و أسست لبناء متنام في شبكة العلاقات الداخلية للنص ...ثم في البعد الثاني كانت المسافات تحل محل الصوت أو مجموعة الأصوات ، فغيب الناص لفظ الصوت لأن الصوت بات هرما ؛ فلا صوت ينفع ولا حتى صدى كدليل على ذلك الصوت المختفي تماما ...ففي الأبعاد وكينونتها صار الجرح في سكرة الروح ...لا زمكان ينعش الروح أو يخفف سكرة الواقع الأليم...أو يعيد الألم والحلم ...ولعل تماهي الشاعر مع الواقع ؛ جعله ينفلت من الذات إلى الذت ثم إلى الآخر ..فلست وحدك ياصديقي ولست المستوحد ..ثم إن الدقة في استخدام المفردة غزل إيقاع الفكرة الداخلي / الريح التي تتلظى فوق شفاهك / لا الرياح - والفرق كبير - استباحت كل شيء ولم تبقي للأمل بابا... ثم إن هذه الجملة المفصلية :
من يشرب من ماء يفوح بالموت
مع مجمل علاقات النص لا سيما في دواخله تنادي /
كل بيانات الآلهة فوق الشفاه الباهتة
وصوت الجنائز في ضجة الأقدام يستبيح دم المشردين
وترصد اللاشيء في البيت القديم والشارع المضيء
غير أغصان شجر وأصوات تتدفق نحو القبور
فلماذا :
والوقت هو الجرح في سكرة الرّوح ؟!
لأن الكلمات تضيع .......تغالب الناص وتغالبنا ، وكل شؤون الحياة الاعتيادية متعلقة بالزمن غير أن :
أبواب الزّمن المطعون تترهل ......
تبكي الأمل .....
هيّا دع الريح..
التي تتلظى فوق شفاهك
فتدهس الوقت الذي قاسمته الموت
واستباح وجعك ....
ولأنك لست الوحيد المستوحد في مدن تفتح نوافذ الحرائق وتجمع تفاصيل الصراخ
ستمضي بعيدا .. ستمضي في فوهات السؤال ،ومهزلة البحث عن سماء تشرق في الظلام....!!
إذن أنت :
لست وحدك....
من يشرب من ماء يفوح بالموت ؛ يقلق القلق نفسه ، فراح الناص يمور بنا ليضيف صوتا جديدا ، هذا الصوت ليس في المستوى البوليفي وحسب لا بل بفتح كل ما يُظن إنه مقدس ..!!فالمشرع والنص واحد والقائم عليه عبد هواه يبيح القتل وسفك الدماء والفساد في الأرض باسم النص الديني...!!
فكل بيانات الآلهة فوق الشفاه الباهتة
وصوت الجنائز في ضجة الأقدام يستبيح دم المشردين
فجاءت هذه الصورة المبتكرة :
لا حارس دموع يمنع مدن من البكاء
ماذا خلف نص الفقهاء ؟
الجواب :
خيوط تلتف حول أعناق الطيبين
و بلاد هي باقات مشانق تتدلّى في مقصلة الشجن
وأنين قتلاها في صوت نبي مزعوم
لم يكن في العبارة غير تواريخ تفضي للبراري الموحشة
وقليل من أصوات المذعورين
فالناص يطور الصورة الأولى أولا بأول وأقصد بها العنوان : ( تراتيل مدن تحترق ) فمن ذا الذي يرتلها ، صديقي الجوتيار ..؟! الواقع الطبيعي ــــــــــ> اختلاف الواقع ــــــ> اسناد الأمر إلى غير أهله ـــــــــــ> لأن المسافات تجاعيد صدى ، لذا حدث جوتيار فقال :
هذه البلاد تنمو في كف من يحملون سكين الفجيعة
بين الأحمر والأسود تتسع لبكاء الإنسان
لاشيء في البيت القديم والشارع المضيء
غير أغصان شجر وأصوات تتدفق نحو القبور
هذه تراتيل المدن ال تحترق ...رسمها النص في تنام متصاعد...
وثمة ما يقال ....
طبت وطاب مدادك
مودتي ومحبتي
![]()