… في الله…
أحببتُ في الله ذاك المرء.. لم أرَهُ
ما حالُ قلبيَ إنْ وافيتُ محضرَهُ!؟
وما التقينا.. ولم أشهدْ مجالسَه
وما خلوتُ به حيناً لأخبرَهُ
ورغم ألفٍ من الأميال تفصلُنا
بالودّ صار طويلُ الدربِ أقصرَهُ
قالوا جفا القلبُ عمّن غاب ملمحُهُ
فقلتُ من برّ فالوجدان صوّرَه
أراه في طاقةِ الأزهار معتبقاً
وكان أضوعَ ما فيها وأنضرَه
وما نزلتُ بوادٍ مقفِرٍ يَـبَسٍ
إلا تجلّى بهِ مزْناً فأمطرَهُ
إن شطّ قوليَ لا يلوي له عُنقاً
وإن تداجى.. بِحُسْنِ الظنّ فسّرَهُ
وإن تجافيتُ أو أقللْتُ أعذَرَني
ولا أراه تجافاني لأعذرَهُ
كم ربّـتَتْ يدُهُ لطفاً على كتِفي
وكم تثاقلتُ مِنْ وِزرٍ فيسّرَهُ
وكمْ دعِيٍّ يواري سوءَ باطنِه
وصادقُ الود مَن جلّاك جوهرَه
ورُبّ قولٍ مضى.. لم يُجدِ قائله
وأخلص الصحب مَن فعلاً تدبّره
الناسُ مِن معدنٍ صافٍ ومن خبَثٍ
وأنفَسُ الصحبِ عسرٌ لن يغيّرهُ



 
 
 في الله
 في الله
 
 رد مع اقتباس
  رد مع اقتباس 

