(7)
هي الحرب إذن .. !

حيث أن هذا العنوان إنما هو (مقالة فقط)؛ إذ أن التفصيل العميق لدعاويهم ودعاوي صاحب عروض قضاعة، موجودة في الكتاب الأم لعروض قضاعة. فإني أعدكم أنه في المبحث المخصص من هذا الكتاب، لن أكتفي بنزع الهالة المقدسة الزائفة عن مقطعهم على فعلنا ها هنا، بل أني سأعلن عن وفاة فكرة المقطع في كتابي بكل اقتدار وجدارة. فسوف أعفر وجه فكرة المقطع بالتراب، وسأكسر ظهرها بحيث لن تقوى على النهوض مجددا، فلن أدع لهم ثغرة قد ينقذون بها مقطعهم البائس إلّا وأقفلتها.

فما كنت لأعلن عن اقتدار عن وفاة وهم الوتد المفروق ووهم السبب الثقيل في علم عروض الخليل، بل والإعلان عن انتهاء صلاحية علم عروض الخليل للاستخدام، وذلك لظهور علم عروض قضاعة كبديل عنه؛ أقوى وأحكم؛ وأدع لهم مقطعهم البائس يهنئون به، وتفتنون به العرب..! فما كنت لأترك فعل ذلك والخليل بن احمد الفراهيدي الأزدي، أحبّ وأقرب إلى قلبي ونفسي ولساني من دي سوسير..!

هي الحرب إذن .. ؟!
نعم، هي الحرب إذن. أو لأقل بكل جرأة ووضوح، أو إن شئتم بكل صفاقة: لأتغدى بهم قبل أن يتعشوا بي..! لكن بالمعروف والصدق والعقل والقرائن. فلا بد لصاحب عروض قضاعة من أن يفري كبد الأفكار المتصادمة مع أقواله بسيف مكتشفاته وعقله، لا أن يترك علمه وجهده غير البسيط المبذول في صقل بنيان علم عروض قضاعة، تحت رحمة سيفهم الذي يمارس السحر بتعويذة (العلمية)، التي تسلطت على النفوس والعقول في هذا الزمن الرديء.

وإلّا فكيف سيكون لعروض قضاعة مكان تحت الشمس، وقد كان عروض الخليل يحتل عين الشمس عن جدارة فأزحته عنها باقتدار. ولم أحسب أن هناك أحدا غيره، حتى وجدت الاصواتيون ولم أجدهم غيره..! لكن وجدت بعض غيومهم تحجب عين الشمس؛ ولا بد من إزالتها لتخلو لي الشمس فيخلو لي وجه العرب. فإنما تكون ديمومة العلم ونشاطه بصراع الأفكار من اجل تمحيصها {كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال (17)}: (س. الرعد).

فإن كان ما جاء به صاحب عروض قضاعة وما سيجيء به جفاء، فإنه حتى الآن لا يعلم ذلك بحق علمه، فليثبتوا له وللآخرين ذلك إن قدروا عليه، لعل وجه العرب يخلو لهم..! لكنهم لن يقدروا عليه بإذن الله. ثقوا أيها العرب بما أقول، فإني قد قهرت مقطع القوم وطريقة إملاء لغاتهم الأعجمية بتوفيق الله ومعونته. وقد أطمأن عقلي وطابت نفسي عن الإعلان بكل جرأة وتحدي، انه في اللحظة التي سيخرج بها عروض قضاعة للعلن - وقد ظهر- فهي ساعة وفاة فكرة المقطع، فأرّخوا وفاتها بظهوره. أما وقد فعلت ذلك عن جدارة واقتدار، فمن حقي حينها أن أطالب ببقية أبيات قصيدة المتنبي، لتخبر عنه وعني:
لِتَعلَمَ مِصْرُ ومن بِالعراقِ .... ومن بالعَواصِمِ أَنِّي الفَتَى
وَأنِّي وفيْتُ وأنّي أَبـَيْتُ .... وأنّي عَتَوْتُ على من عَتَا
وما كُلّ من قال قولاً وَفَـى .... ولا كُلّ من سِيـْمَ خَسفاً أبَـى
ولا بُدّ للقَلبِ من آلَةٍ .... ورأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصَّفَا
ومن يَكُ قلبٌ، كقلبِي له .... يَشُقُّ إلى العِزِّ قلبَ التّوَى


انتهت هذه المقالة.