الريحُ تبدو كطفل الحِيِّ مَلْسُونِ
والأرضُ تبسمُ من حينٍ إلى حينِ
أملتْ عليها من الأخبار أغربَها
ألقتْ إليها حديثَ البِكر والعُونِ
في هدأةِ الليل جاء البدرُ في ولهٍ
فسامرَ البحرَ في صوتٍ لمحزون
وأرسلَ الغيمُ من أحنائهِ مطراً
فراحَ يطرقُ باب الإرثِ والجِيْنِ
وعقّ حقلٌ فهذي وردةٌ وُلدتْ
كانونُ أُخْبِرَ َعن ميلادِ تشرينِ
تَأَرَّقتْ ساعتي تشكو عقاربَها
وبتُّ منها على جيمٍ على سينِ
يحركُ القطُّ ذيلاً خلتُه قلماً
يخطُّ سِرّا ويمحو بعض تدوينِ
ألقتْ وشاحاً وغابتْ في تمايلها
غاباتُ سدرٍ على شدوِ الرياحين
تنحنحُ الشارعُ المقرورِ في وجَلٍ
واهتز ضوءُ فوانيسٍ لتزيينِ
تأخرتْ قطرةٌ عن وقت مطْرَتِها
ففاتها حفلةٌ للماء والطينِ