فِـيْـمَ يــا لـيـلى فِـيْمَ هـذا الـعناءُ
بَــعْـدَ وُدٍّ يــجِـيءُ مــنـكَ الـجـفـاءُ
ونـصِـيـبي مِـــنَ الـحـبيبِ خــلافٌ
ونَـصـيـبُ الـعَـذولِ مـنـها الـصـفاءُ
شــابَ رأســي ومــا يـزالُ صـغيراً
نــبْـضُ هـــذا الـغـرامُ، يــا وجـنـاءُ
قـلَّ يـا حـبُّ فـي البُعاد اصطباري
فَــمَـتـى خــبِّــري بــأيْـنَ الـلـقـاءُ
فــابــتــعـادُ الــحــبــيـبِ داءٌ دَويٌّ
بـيْـنَـما الــقُـربُ مــن حـبـيبٍ دواءُ
لــوْ دَرى الـخلُّ مـا جـناهُ الـتَّجنِّي
فـي فـوأدي، ورأسُ مـالي الـبكاءُ
نــاعـمٌ خـصـرُهـا كـغـصـنٍ لِــبَـانٍ
فــيـهِ لــيـنٌ ولــيـسَ فـيـه الـتـواءُ
فــــإذا أقْــبـلـتَ تــجـيء كـقـصـر
وإذا أدْبــــــرَتْ يُـــولِّــي الـــرخــاءُ
ريـقُـهـا الـخـمـرُ دونَ إثْـــم ٍلِـــدَنٍّ
ريـقُـهـا الـشَّـهدُ إذْ يُـغـشِّيهِ مــاءُ
بــدرُ تَــمٍّ فـي غـيرِ نـصفٍ لـشَهْرٍ
زانــهـا الـحُـسْـنُ دائــمـا والـبـهاءُ
وغَــرامـي بـهـا جـلـيٌّ كـشـمسٍ
هـلْ لـضوءِ الـشموس ظـهراً خفاءُ
فـصـريـحُ الــغـرامِِ أضــحـى جـلـيّاً
لـيـسَ لـلـحبّ يـا عـذولي اخـتفاءُ
كـلّـمـا قـلـتُ صــرتُ مـنـها قـريـباّ
عـــادَ فــي طـبْـعهِ وعــادَ الـفـناءُ
لـيتَ شعريْ متى أرى منك وصلاً
يـــا غـــزالا تــغـار مــنـه الـنـساءُ
يــا رحـيـقَ الـهوى ودفءََ الأمـاني
أنـــتِ والـشـهـدُ والـضـياءُ ســواءُ
لـيسَ فـي الغِيدِ ناعمٌ قد سَباني
ولـنـفـسـي إذا ذكــــرتِ احـتـفـاءُ
في القواميسِ أنتِ عشْتَارُ عشقٍ
فـــي حــروفِ الـهـجاءِ حــاءٌ وبــاءُ
كــيـفَ أنــجُـو وحـاجـبـاكِ شــراكٌ
كــيـف أســلـو وعـيـنـك الإغـــراءُ
أنــــتِ صــبــح ووجـنـتـاك ضــيـاء
أنـــت روض ولــيـس فـيـهـا قــذاءُ
أنـــتِ عُــودٌ وأنــتِ لـحـنٌ جـمـيلٌ
أنــتِ شـعـرٌ وفـيـك يـحـلو الـغـناءُ
أنـت نـبعٌ وكـنت عـطشانَ عشقٍ
يـــا نـمـيـر الــغـرام أنـــت ارتــواءُ
أنـت أمـسي وحـاضري وانتظاري
أنــت روحــي وخـافـقي والـدِّمـاءُ
أصـدقـائـي مـــن الـجـميلِ كـثـيرٌ
وأنـــــــا والـــجــفــاء ذا أعــــــداءُ
فـيـكِ حُـسـنٌ وفـيـكِ أيـضـا ذكـاءٌ
أغـلـبُ الـحُـسنِ لـيس فـيه ذكـاءُ
كـــمْ وشـــاةٍ تـقـول فـيـنا مـقـالاً
نُـحسنُ الـظنّ بـينما هـم أساؤوا
كــلُّ حُـسـنٍ سـواكِ عـنديَ رجْـع
لـــنـــداءٍ وأنــــــت ذاك الـــنـــداءُ
كـــل نـفـسٍ تــرومُ ودَّا تـسـامى
والــهـوى والــغـرامُ فــيـه ارتــقـاءُ
ولِــدَ الـشـعرُ فــي مـحـيطِ غـرام
إنًَــمــا الــشِّـعـر ُ لـلـغـرامِ حـــداءُ
وقـصـيـدي يــقـول مــدحـا بـحـقٍّ
كـــلُّ مـــدحٍ بـغـيـرِ حـــقٍّ هـجـاءُ
كـــلُّ نــبـضٍ بـغـيرِ حــبٍّ كــأرضٍ
وشــعــورُ الــغــرامِ ذاك الـسـمـاءُ
إنّ قــلـبـاً بــغـيـرِ حــــبٍّ مــــواتٌ
إنَّ أهــــل الــغــرام هـــمْ أحــيـاءُ