آسف أني لا يمكنني أن أنقد أو أحلل قصة قصيرة
وهنا أنا لا أدري لماذا أعتقد أن هناك صلة.. وصلة قوية بين ما يكتب البحتري وبين شخصيته الصامتة كأنها البحر الذي يجب عليك أن تقرأه من بعيد وأنت في قمة احترامك للطبيعة..
لقد قابلته يوماً ورأيت وجهه وكلماته الرزينة.. نعم ولكني أؤكد أنه يكتب نفسه نفسه فقط.. إن التشابه صيّاح بينه وبين ما يكتب ، وكأنه يشتق الأسلوب من صمت ملامحه البحرية
إنه رجل له سمت الهدوء.. يحب الشعر العمودي.. ويتحدث مع الناس بلطف.. وهو لن يتخلى عن هذا فإن وجهه لا يساعدك على التنبؤ بمثل هذه التغيرات الكبيرة
إن النظارة كانت خروجاً غير مألوف للأشِياء عن عاداتها.. لقد رماها لأن هناك أشياء كان سيضيعها وجودها..
نعم.. فليبق الوضع كما هو عليه.. مهما كانت الحقائق فإننا نرضى أو نتفهم الأشياء لا كما هي ولكن كما نريد .. أو كما نحتاج إليه في فهمها.. فإن الكرسي هذا لا يمثل لي قيمة غالية لمجرد أنه كرسي.. ولكن لأن زوجتي جلست عليه في يوم من الأيام وابني لعب عليه وهو صغير .. وهكذا مع بقية الأشياء وأعتقد أن هذه زاوية لم يطرقها البعض في نقد قصة النظارة..
المهم
أنا أجد هنا ملمحاً خاصاً كذلك في قصة الشمعة.. إن الملمح لا علاقة له بالشمعة فإن البحتري يكتب قصصه كلها بنفس القلم ويتذكر جيداً ما كتب من قبل وأي مبدأ يعتنقه في كتابته..
الملمح هنا خاص بالكاتب الذي يدور في محيط أفكاره وأحلامه ومبادئه..
إنه هنا أثبت إحساس الشاعر المرهف إلى درجة كبيرة جداً.. وقد يعد كلامي هذا غريباً.. ولكن هي الحقيقة التي أوضحَها إطفاؤه الشمعة كي لا يعذبه أن يراها تتناقص أمامه..
إنه تناقصه عنده يذكره بما لا يطيق من طاقات الفناء داخل الإنسان
وإضافة فإنني يمكنني أن أزعم وبصوت جلي أن البحتري من الشخصيات التي تحب أن تعيش في محيطات محددة خاصة وغابات من الأفكار المنتقاة ولا يهمه ما ترى الدنيا أو حكم الدنيا على ذلك فهو في النظارة يلقي بالنظارة بعيداً عن الحقائق، وهو هنا يجلس (كالعادة) ليتأمل نفسه مع خياله الرائق أو المتعب، وهو لا يحتاج الشمعة.. إنه كانت تغييراً دنيوياً أو عرفاً حاول أن يتبعه، ولكنه تراجع عن هذا لأنه لم يتعود أن يثقل على الدنيا ولا على أهلها.. فيعود إلى محيطه الخاص بدون طلب المساعدات من الآخر
كلمة "تزوي" أعتقد أنكم لم تقصدوا "التنحي " وإنما قصدتم الذبول وحينئذ تكون بالذال.
- كلمة "رضى" أنا كشفت عنها في معجم القاموس المحيط فوجدتها بالألف" رضا"
- الوئيد.. إنها لا تعني المتأني بالضبط ولكنها تعني المصدر "التأني.. ولها معان أخرى مثل الرزانة أو بمعنى الشيء المدفون من وأد يئد فهو موءود
-إسترخى.. الهزة للوصل هنا وليست للقطع
آسف إن كان في ذه الكلمات ما يجرح أو يضير..
أنا هنا تلميذا لم أزل