تقنية المعلوميات
وعلم النفسالافتراضيIII
<H1 style="TEXT-ALIGN: right; MARGIN: 24pt 0in 0pt; unicode-bidi: embed; DIRECTION: rtl" dir=rtl>مصر و ضبط الإباحية الرقمية</H1>
وفي مصر قالت وسائل إعلام إن الشرطة اعتقلت مجموعة من الشبان بعدما اتهمتهم بإنشاء مواقع إباحية على الإنترنت، وتزييف صور فنانين بطريقة "الكولاج،" عبر تلك المواقع. وقال الموقع الإلكتروني للتلفزيون المصري إن الأجهزة الأمنية اعتقلت أعضاء "تشكيل عصابي بتهمة إنشاء مواقع إباحية عالمية وتصنيع أفلام جنسية، منها أفلام لمشاهير من الوسط الفني عبر القص واللصق." ووفقا للموقع فقد كشفت التحقيقات أن "أفراد التشكيل يتلقون اشتراكات عبر البنوك من جميع دول العالم خاصة الدول العربية، و"يستقطبون فتيات من مصر ودول عربية وأجنبية لتصوير أفلام خارجة وبثها على شبكة الإنترنت عبر تلك المواقع."بحسب سي ان ان. وأفاد الموقع نقلا عن صحف مصرية أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهمين الثلاثة في حي المهندسين بالعاصمة القاهرة "أثناء اتفاقهم مع فتيات مصريات وخليجيات على تصوير أفلام خارجة." وقالت وسائل إعلام "مباحث الآداب في وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة، علموا بوجود 3 شباب من المنصورة وبورسعيد وراء إنشاء مواقع إباحية دولية وأنهم يتركون أرقام هواتفهم المحمولة على الصفحة الرئيسية بالموقع للراغبين في الاشتراك." وأظهرت التحريات أن "المتهمين يعملون منذ 5 سنوات في إنشاء المواقع، وأنهم ساهموا في إنشاء أكبر 3 مواقع جنسية في العالم وأنهم يمتلكون خبرة عالية في التعامل مع الإنترنت وأنهم يدمرون مواقع جنسية أخرى باستخدام تقنيات معينة في الأجهزة."(3)
ونركّز هنا على العلاقات المتنامية بين البشر والآلة لأن الأفعال البشرية تصدر عن ذاتمستقلة تمام الاستقلال عن أشباهها الأخرين وليس هناك مجال للنمطية – في سلوك الناس- في الاختيار بين الفعل السيّئ والفعل الخيّر! بينما هناك نمطية مبرمجة للآلة. وما دامت الآلة التي فتحت باب الفضاء الافتراضي أمام البشر على اختلافبيآتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم تتمتّع ببعض ذكائهم وتستطيع اختزال المسافات الفاصلةيبينهم بسرعة مهولة فقد نتج عن استخدامهم لها علاقات ما فتئت تتشعب وتأخذ منالتعقيدات ما لن نستطيع التنبؤ بنتائجه الآن. يضيف د. بورسييه [...في كل العالمالافتراضي ، يحل اللامرئي المزدوج محل الشخص الأصلي، دون إذن باقي الأشخاصالافتراضيين. وهذا لا يعني أن العالم الواقعي أصبح افتراضيا، بل أن عالما تأخذ فيهالحقيقة أشكالا أخرى قد وُجد. لكون هذه الأشكال معلومات، معالجة ومتبادلة بينالآلات، سيكون لها تأثير على الحقيقة.(8)
وتأثير التقنيات الحديثة على الحقائقيستدعي التفكير في نصوصجديدة لتحديد شكل وحدود المسؤوليات الناجمة عن التصرفات البشرية المستجدّة نظرا لمازُوّدتْ به من أدوات يمكن تسخيرها لصالح الناس، بنفس القدرة على تسخيرها فيما يمكنأن يضر المجتمع الإنساني برمّته؛ إن لم يكن في الأجساد ففي النفّوس.
وليس بعيدافي الزمن، الرجوع إلى ما كان عليه الناس من بهجة أو اكتئاب قبل ظهور الفضاءالافتراضي وكيف كان الطب النفسي يحاول تفسير الظواهر وكيف كان يعالجها؛ ولنأخذإدمان الكحول أو المواد المهلوسة على سبيل المثال، حيث سعى الطب النفسي لفطامالمدمنين بطرق مازال يطوّر بعضها حتى اليوم. حتى جاء الفضاء الافتراضي بإدمان من نوعآخر ليضيف مشكلة جديدة وتمثلت في اضطراب سلوكي ظهرلدى المراهقين في العقد الأخير. فالمراهقون من الشباب، معرضون لكثير منالصعوبات خلال مرحلة الانتقال من الطفولة إلى مرحلة ما نسميه بالنضج أو الرّشد الذيسيلزم الإنسان بأمور تتعلق بالعقيدة والعادة والثقافة الاجتماعية، ونظرا لطبيعة المرحلة الانتقالية التي يمرّون بها يضعهم أمامخيارات قد لاتكون الجيدة للمسار الذي يسلكونه؛ فتهرّبهم من صور الواقع يدفع ببعضهمإلى إدمان عالم الخيالات والمثالية المفرطة أو تقمص سلوك الشخصيات العدوانيةالمتطرفة كأبطال ألعاب الكمبيوتر. وبظهور التقنيات الحديثة بدأنا نلاحظ إدمان المراهقين على استخدام الهاتفالنقال لربط علاقات تتمحور حول مجموعة من أنماط السلوك اللاّ مقبولة فيمجتمعاتهم...تقول "نانسي ترمبلاي" [ يتفق الباحثون على أن إدمان الأنترنتيعتبر إدمانا سلوكيا. وتعتمد محددات التشخيص أن صنف "I" من الإدمانعلى الإبحار عبر الشبكة يرادف "إدمان الأنترنت" أو «الاستخدام الإشكالي للأنترنت». حيث بدأت تذوب هذه التقنية في محيط المراهقينمثلما فعلت "التلفزة" و الهواتفالنقالة. وبما أن استخداماتها مقبولة اجتماعيا، يجد البعض فيها مخبأ لملء فراغالهوية. وهكذا يستطيع الشخص أن يجد ملجأ يهرب إليه من واقعه، مما يشكّل ميلا واضحاللانسلاخ من نسق الواقع إلى إدمان "الفضاء التخيّلي".(10)] ويبدو أن الإصابة بإدمانالأنترنت قد تسرّبت إلى المجتمعات الأكثر فقرا وفي ما يطلق عليها اسم الدول الناميةعلى الخصوص، لتوفر الكثير من العوامل المساعدة لنمو الظاهرة. فقد كتبتْ "نانسيترمبلاي" في ختام مقالها [..بات من الصعب على المهيّإ للإدمان تفاديه بنفسه، وقدوُجدتِْ مصحّات لعلاج التسمّم بالتقنيات المعلوماتية في الصين و"تايوان" و"فرنسا" . وفي"الولايات المتحدة "، يمكن للشخص تعبئة استبيان خاص عبر الأنترنت للحصول علىالمساعدة.(10)]. المشكلة الأكبر والأشدّ حدّة لدى الشباب العربي خصوصا، أن ظاهرةالإدمان الافتراضي تَمُرّ بينهم في صمت ولا يعي خطورتها إلا القلة، بل إن الكثير منعلمائنا لم يتطرقوا لذكر الإدمان الافتراضي ولا اجتهدوا للقول بنص شرعي فيه. بل نجدمعظمهم يركبون خيلا دون سروج للوعظ والإرشاد ويبالغون في الترهيب والترغيب علىالقنوات الفضائية، يشيدون بما كان عليه السلف الصالح، دون الأخذ في الاعتبار ماتغيرفي عالم البشر من مفاهيم وما جدّ من أدوات وآلات أخذت وجهتها في سير حثيث نحو دمارشامل للمعتقدات والقيم والثقافات.
بينما في الجهات الأخرى من العالم نجدالمهتمّين قد درسوا ما أسفرت عنه البحوث التقنية بجدّية أكثر وعرضوها على متخصصينبالإبستيمولوجيا وعلوم البيئة وعلم النفس الاجتماعي والاقتصاد والقانون، والسياسة،وبادروا لنشر كتب حول أسباب الظاهرة وتطوراتها وما نتج عنها من مضارّ وخطورة(الزنى الافتراضي: أو ارتياد المواقع الخليعة، كمخدّر خطير]- هكذا عنون "آلن ريو" مقاله عن الإدمانالافتراضي، يقول:[ 6% من مستخدمي الأنترنت يعانون بشكل ما إدمان الأنترنت، وهناك 250 مليون مستخدم عبر العالم فالعملية الحسابية بسيطة : 13 مليون إنسان يعانون منأعراض إدمان الأنترنت المتجلية في المحادثات الرقمية، والبريد الإلكتروني،و(الزِّنَى) الافتراضي، والشراء على الخط... (10)]. كلنا ندخل الفضاء الافتراضيبأسماء و صور وصفات نختارها، نبحث عن معلومات حول موضوع ما، أو لقراءة الجديد منالأخبار، أو لنلتقي أصدقاء افتراضيين، نناقش معهم قضايا وأمور شتى نتبادل حولهاالآراء، وكلنا نعد غيرنا بأشياء قد لا نستطيع الوفاء بها في عالم الواقع إلا بمشقة،ونتقلد مسؤوليات – بمحض إرادتنا – يتعذّر علينا أحيانا الالتزام بها نتيجة جسامةالتزاماتنا الملحّة في عالم الواقع لكننا نشعر بتأنيب الضمير إن نحن لم نف بالوعدأو لم ننجز مهمتنا المنوطة بنا داخل الإطار الذي حددناه لنشاطنا في الفضاءالافتراضي [...أصبحنا مسؤولين عن قرارات أفلتت منا، لأن آلاتنااتخذت مسارها وخرجت عن مجال حذقنا. ونوقع أفعالا تسفر عنها إجراءات؛ وإذ نفوض الأمرلآلاتنا، قد يغدو من الصعب استعادة ما تم تفويضه وإيقاف مجرى الحوار(8)] ما زلناوسنظلّ نسعى إلى التمتع بالحرية وقد تكون أول خطوة خطاها الإنسان للتحرر من الروتينكانت يوم وكّل الآلة عنه للقيام بأعمال بسيطة روتينية؛ غير أنه لم يتوقف عند حدّحتى الآن في توكيله للآلة لتقوم عنه بما يلزمه القيام به بنفسه.
فتسخير إمكانيات الحاسوبللقيام بعمليات جراحية عالية الدقة، واستخدام الحاسوب لتشخيص الأمراض وعلاجها شأنطبي نافع للبشرية. وتطوير تقنيات الدراسات العلمية والهندسية لمعرفة مكونات عالمنابصورة أدقّ، واستغلال ثروات الطبيعة بما يحافظ على توازنها... كل هذا جميل. أما أننكل أمر تشكيل أطفالنا للحاسوب، فسنصنع مواد متحركة في صور بشرية لا إحساس لها ولاعلاقة لها بالذوق ولا بالفن ولا بعالم الإنسان. بل ستشكّل تهديدا صريحا لوجود الجنس البشري؛ [...لقد نتج عن التهديد الذي تضغط به الأنظمة المعلوماتية الذكية على حقوقنا وحرياتنا كثير من النقاشات القضائية والفلسفية .(8)]
شركة جوجل
أدانت محكمة في ميلانو ثلاثة مسؤولين تنفيذيين في شركة جوجل مؤخرا بانتهاك خصوصية صبي ايطالي مصاب بالتوحد من خلال نشر تسجيل فيديو له وهو يتعرض للترهيب على الموقع في 2006. وعلمت كذلك جوجل التي ستطعن على الحكم الصادر بالسجن لمدة ستة اشهر مع وقف التنفيذ في ايطاليا بان جهاز منع الاحتكار في الاتحاد الأوروبي يبحث في شكاوى بشأن الشركة مقدمة من ثلاث شركات لخدمات الانترنت. وأكدت جوجل إنها واثقة من تجنب تحقيق رسمي من جانب المفوضية الأوروبية. وأضافت ان الحكم الصادر في ميلانو "يثير سؤالا خطيرا بشأن الحرية التي بني الانترنت على اساسها" اذ ان ايا من موظفيها ليست له اي علاقة بتسجيل الفيديو. وقال بيل ايتشيكسون كبير مديري الاتصالات في جوجل في ميلانو "لم يقوموا بتحميله ولم يصوروه ولم يراجعوه ومع ذلك صدر عليهم حكم بالإدانة."بحسب رويترز. من جهتها ساندت السفارة الأمريكية في روما شركة جوجل قائلة في بيان إن القرار أصابها "بخيبة أمل" وانه يلقي الضوء على تشابه مماثل بشأن قيود على الحريات على شبكة الانترنت في الصين. وتابعت "نحن لا نوافق على إن مقدمي خدمة الانترنت مسؤولون مسبقا عن نشر المحتوى الذي يتم تحميله بواسطة المستخدمين."وأوضحت "وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون (فيما يتعلق بالصين) ان وجود انترنت حر هو حق إنساني كامل يجب إن يصان في المجتمعات الحرة."(3)
وهذا ما دعا إلى توجه علماء النفس إلى دراسة الظواهر التي تلازم التفاعل بين مرتادي الشبكة بوسائل علمية نأمل أن يبنى على أساسها فرع جديد من علم النفس ويسمى علم النفس الافتراضي ...
Alain Rioux, Ph. D., Psychologie Gestionnaire de Psycho-Ressources, Québec, Canada
المراجع:
(1)
INRS – Analyse psycho-ergonomique de l’interaction entre l’homme et les NTIC - Cahier de notes documentaires – Hygiène et sécurité du travail –N°189 ; 4è Trimestre 2002
(2)
موقع خدمات الشبكةUCL/SRI - Savoir-vivre de l'utilisateur du Réseau
(3)
شبكة النبأ المعلوماتية- 5/أيار/2010 - الانترنت يطمس الخط الفاصل بين الأخلاق والعالم الافتراضي
(4)
محمدسناجلة – تشات – رواية رقمية موقع اتحاد كتاب الأنترنت العرب
(5)
انتشارالانترنت وصعود موجة الشبكات الاجتماعية. Magharebia.com /
(6)
www.cyberaverti.ca
(7)
Mémoire Online DIEDHIOU Moustapha Gilbert
(8)
مجلة القانون والمجتمع D. Bourcier-De l’intelligence artificielle à la personne virtuelle : émergence d’une entité juridique ? Droit et Société 49-2001- p.848, 849
(9)
مقال نانسي ترمبلايNancy Tremblay, de l’Université du Québec à Chicoutimi. «Psychologie des adolescents ».édition de Mai 2008, de l’Association Canadienne pour la santé mentale –section Saguenay.
(10)